أخبار دوليةسلايدر

الصين تعرض خطتها التنموية وتعتبر المغرب شريكاً محورياً في مسار الانفتاح الإفريقي

أحمد البوحساني

قدمت السفيرة الصينية الجديدة، السيدة يو جينسونغ خلال لقاء جمعها بصحافيين مغاربة بمقر السفارة بالرباط، مساء الثلاثاء ، عرضاً شاملاً حول أبرز مخرجات الدورة الرابعة الكاملة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، المنعقدة بين 20 و23 أكتوبر 2025، والتي تركزت على استمرارية مسار التحديث الوطني وترسيخ الاستقرار السياسي والاقتصادي وتعزيز الانفتاح على العالم، مع التأكيد على عمق الشراكة الصينية المغربية وآفاقها المستقبلية.

* خطط خمسية لضمان الاستمرارية والاستقرار :

أكدت السفيرة أن الخطط الخمسية تشكل ركيزة أساسية لمسار التنمية في الصين منذ سنة 1953، إذ مكّنت البلاد من بناء منظومة صناعية واقتصادية متكاملة والقضاء على الفقر وتحقيق مجتمع الرفاه المتوسّط، وصولاً إلى الهدف المئوي الأول.
وتسعى الصين، من خلال الخطة الخمسية الخامسة عشرة (2026-2030)، إلى تحقيق تنمية عالية الجودة وتسريع التحديث الاشتراكي في أفق سنة 2035، مع التركيز على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة والتحول الرقمي والاقتصاد الأخضر.

* تنمية خضراء وانفتاح أوسع :

أبرزت السيدة يو جينسونغ خلال ذات اللقاء، أن الصين ستواصل خلال الخطة الجديدة نهج التنمية الخضراء، إذ باتت تتصدر العالم في الطاقات المتجددة وزيادة المساحات الخضراء، مؤكدة التزام بلادها بأهداف اتفاق باريس للمناخ.
كما أعلنت عن توجه الصين لتوسيع انفتاحها الاقتصادي، عبر دعم النظام التجاري المتعدد الأطراف وتعزيز التعاون الدولي، مشيرة إلى القرار الصيني الأخير القاضي بإعفاء منتجات 53 دولة إفريقية، بينها المغرب، من الرسوم الجمركية بنسبة 100%، في إطار مبادرة “الحزام والطريق” ومبادرة “التنمية العالمية”.

* تعزيز الازدهار المشترك بقيادة الحزب:

وشددت السفيرة على أن قيادة الحزب الشيوعي الصيني تظل الضامن الأساسي لتحقيق التحديث الشامل، مبرزة أن جمهورية الصين الشعبية تمكنت خلال السنوات الخمس الأخيرة من انتشال نحو 100 مليون شخص من الفقر، وستواصل العمل لضمان العدالة الاجتماعية وتحسين الخدمات الأساسية في التعليم والصحة والسكن.

* آفاق جديدة للعلاقات المغربية–الصينية :

وبخصوص الجانب الثنائي، أكدت السفيرة أن الصداقة بين الصين والمغرب تمتد جذورها منذ قرون، بدءاً من رحلة ابن بطوطة إلى الصين، مروراً بدعم المغرب الثابت لمبدأ “صين واحدة” منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية.
وأضافت أن أولويات الخطة الخمسية الخامسة عشرة الصينية تتقاطع مع رؤية “المغرب الرقمي 2030” واستراتيجيات المملكة في التحول الطاقي والتنمية المستدامة، ما سيفتح آفاقاً واسعة لتعاون اقتصادي وتكنولوجي متقدم.
وأشارت إلى أن سنة 2026 ستصادف الذكرى العاشرة لزيارة جلالة الملك محمد السادس إلى الصين وإطلاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستشهد دينامية جديدة في العلاقات الثنائية على المستويات الاقتصادية والثقافية والتنموية.

* نحول تحول الشراكة المغربية الصينية مستقبلا:

ويعكس عرض السفيرة يو جينسونغ انتقال العلاقات المغربية–الصينية إلى مرحلة أكثر نضجاً واستراتيجية، خاصة مع تلاقي الرؤى التنموية بين الجانبين، إذ يشكل إعفاء المغرب من الرسوم الجمركية الصينية فرصة مهمة لدعم الصادرات الوطنية وجذب الاستثمارات التكنولوجية الخضراء، مما يؤكد أن بكين تنظر إلى المغرب كجسر اقتصادي ولوجستي رئيسي نحو إفريقيا وأوروبا.
ويبدوا أن السنوات المقبلة قد تشهد تحول في الشراكة المغربية–الصينية إلى نموذج تعاون جنوب–جنوب متقدم، يقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ويعزز مكانة البلدين في النظام الدولي الجديد.

زر الذهاب إلى الأعلى