أخبار دولية

“وضع شديد الخطورة”.. الحياة العامة تتعطل في هونغ كونغ

حاول المتظاهرون صباح الاثنين في وقت الذروة إغلاق قطاع النقل في هونغ كونغ، في خطوة تأتي بعد شهرين من تظاهرات غير مسبوقة، تخللها العنف أحيانا، ومدفوعة بمطالب تحقيق ديمقراطية أوسع في هذه المدينة الصينية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.

واعتبرت رئيسة حكومة هونغ كونغ كاري لام الموالية لبكين الإثنين أن المتظاهرين المدافعين عن الديمقراطية يقتربون من خلق "وضع شديد الخطورة" في المدينة، وذلك عقب الفوضى التي عمت حركة النقل في المترو والمطار.

وأشارت إلى هتافات للمتظاهرين تدعو إلى "الثورة"، واصفة إياها بأنها تحد لسياسة "بلد واحد ونظامان" التي تدار هونغ كونغ على أساسها منذ إعادتها إلى الحكم الصيني من بريطانيا في عام 1997.

وجاء تصريح لام بعد وقت قصير من نزول ناشطين إلى محطات المترو الرئيسية في المدينة خلال وقت الذروة الصباحية، وقاموا عمدا بإبقاء أبواب القطارات مفتوحة لمنعها من التحرك، ما شل حركة مسارات متعددة وتسبب بشجارات من وقت لآخر.

إلغاء رحلات وإغلاق متاجر

وألغيت أكثر من 100 رحلة الاثنين من مطار المدينة الذي يعد من أكثر مطارات العالم ازدحاما.

والرحلات المتضررة تعود خصوصا لشركة الخطوط الجوية "كاثاي باسيفيك".

ولم تحدد الشركة سبب إلغاء الرحلات، لكن اتحاد مضيفي الطيران التابع للعاملين بالشركة أكد أن بعض أعضائه قد غادروا العمل.

وقال الاتحاد في بيان نشر على فيسبوك "على مدار الأيام الخمسين الماضية، تجاهلت الحكومة مطالب الشعب واستخدمت فقط قوة الشرطة في محاولة كتم الصوت، متسببة بيأس لدى الكثير من سكان هونغ كونغ".

وقطعت كذلك بعض الطرقات الرئيسية، ما تسبب بازدحام مروري، مع دعوة المتظاهرين إلى إضراب عام في كافة أرجاء المدينة.

ويتم استخدام تطبيقات المراسلة من أجل تنسيق هذه التظاهرات التي ليس لها قيادة محددة.

وأكد كثير من الناس عبر الانترنت عزمهم المشاركة في الإضراب الاثنين، أو عدم التوجه إلى العمل بحجة المرض، من عاملين في الخدمة المدنية والأخصائيين الاجتماعيين وسائقي الحافلات وحتى العاملين في ديزني لاند.

وأغلقت العديد من متاجر الملابس في المدينة، من ضمنها المتاجر الأجنبية مثل زارا وتوب شوب.

وبالإضافة إلى الإضرابات، خطط المتظاهرون لإجراء تظاهرات في سبعة أجزاء مختلفة من المدينة.

وفيما أعرب بعض الركاب عن استيائهم من الفوضى، أبدى آخرون دعمهم للتحرك.

تحذيرات صينية

ويهدف السعي إلى تنفيذ إضراب عام في مدينة تعدّ مقرا ماليا حرا لا كلمة عادة فيها للنقابات، إلى الإظهار لبكين أن حراك الاحتجاج لا يزال يحظى بدعم شعبي كبير، مع استمرار التظاهرات التي لم تنجح حتى الآن بالحصول على تنازلات من السلطات.

وانطلقت التظاهرات أساسا ضد مشروع قانون يسمح بترحيل مطلوبين إلى البر الرئيسي في الصين.

وتطورت إلى حراك واسع للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية ووضع حد لتراجع الحريات. وحتى قبل مؤتمر لام الصحفي، أظهرت سلطات هونغ كونغ وبكين مؤشرات على تشديد موقفها من المتظاهرين.

ووصف الجيش الصيني تظاهرات الأسبوع الماضي بأنها "غير مقبولة"، وأصدر شريطا مصورا دعائيا، يظهر مناورة عسكرية لجنود يقومون بقمع تظاهرة في هونغ كونغ.

واتهم عشرات المتظاهرين بالقيام بأعمال شغب خلال الأسبوعين الأخيرين، وهي تهمة يصل حكمها إلى السجن عشر سنوات.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في عدة أحياء ليلتي السبت والأحد.

وشهد الأسبوعان الماضيان تصاعدا في العنف من الجانبين، مع إطلاق الشرطة مرارا الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود التي كانت تقوم برمي المقذوفات.

وقام مجموعة رجال، يشتبه بأنهم تابعون لعصابات إجرامية، بمهاجمة المتظاهرين، ما تسبب بنقل 45 منهم إلى المستشفى.

ووفق ما ينص عليه اتفاق تسليم هونغ كونغ للصين عام 1997، تتمتع المدينة بحقوق وحريات غير موجودة في البر الرئيسي، من ضمنها الاستقلال القضائي وحرية التعبير، لكن كثيرين يقولون إن هذه الحريات يتم تقليصها.

المصدر/ وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − 15 =

زر الذهاب إلى الأعلى