الرياضة

هاليلوزيدش.. بوسني ثائر حارب الجنود الكروات والصرب ببندقية ونجا بمعجزة

الرباط/ صلاح الكومري

وحيد هاليلوزيتش، مدرب المنتخب المغربي، ليس كباقي المدربين والرياضيين الذين قضوا شبابهم في أمن وسلام واطمئنان، وتكوّنوا في ظروف ملائمة، بل إنه ولد من رحم حرب ضد الإنسانية، شاهد خلالها، بأم عينيه، أطفالا يقتلون، ونساء وفتيات يغتصبن، وشيوخ يعذبون، وجنود يصوّبون بناقدهم "الكلاشينكوف" ويطلقون الرصاص على العُزّل.

كان ذلك خلال حرب البوسنة والهرسك، في بداية التسعينيات من القرن الماضي، حين هاجمت القوات الصربية والكرواتية مسلمي البوسنة، لثنيهم عن مطالبهم بالاستقلال عن يوغوسلافيا "السابقة"، وهي الحرب التي اعتبرتها الأمم المتحدة "أبشع جريمة ضد الإنسانية" في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية.

يقول هاليلوزيتش، المزداد في بلدة "جابلانيكا"، جنوب البوسنة والهرسك، إنه تعرض لمحاولات اغتيال كثيرة، فقط لأنه كان يدافع عن العامة، ويسعى إلى السلام في مدينة "موستار"، التي انتقل للعيش فيها، على الحدود بين البوسنة وكرواتيا خلال حرب بين سنتي 1990 و1995.

في حديث مع صحيفة "ساراييفو"، يكشف هاليلوزيتش، كيف كان ساعيا إلى السلام، وحارب جنود الجنرال الصربي "راتكو ملاديتش"، الذي حكم عليه بالسجن المؤبد بسبب ارتكابه "جرائم حرب" في حق مسلمي البوسنة، يقول: "ذات مساء، كنت قد سمعت بالقرب منزلي تبادل إطلاق النار، فذهبت أين يدور الاشتباك، حيث كان هناك، من جهة، جنود من الجيش الفدرالي، ومن جهة أخرى كانت هناك سيارات الشرطة، كنت في وسط الاشتباك، وراء طائرات تعود لـ200 سنة، في تلك اللحظة، صوب الجنود نحوي بنادقهم، وكانت هناك رائحة كريهة من البارود، توجهت نحوهم وصرخت في وجههم، تبا لكم، ما تقومون به هنا فاشية، فخرج من خلف الطائرة جندي ملتح، و قال لي: لا تقترب خطوة أخرى وإلا ستموت".

يكشف وحيد هاليلوزيتش، أيضا، كيف أنه حاول المشاركة في اشتباك ضد الجنود الصرب، دفاعا عن المسلمين وعن عائلته، كان في حالة صدمة رهيبة حين عاد إلى المنزل ووجد عائلته خائفة تبكي بسبب الرصاص، فقرر حمل البندقية لمواجهة الجنود الصرب الكروات، يقول في هذا السياق: "أردت أن آخذ بندقيتي، كانت المرة الأولى والوحيدة التي أطلقت فيها النار في حياتي، ولكن الرصاصة انطلقت واخترقت كليتي، ونجوت من الحادث بمعجزة، بحيث ظللت أتعافى لشهور طويلة".

يكشف وحيد، أنه خلال حرب البوسنية، تلقى تهديدا مباشرا بالقتل من مجلس الدفاع الكرواني، وأجبر على ترك منزله والهجرة نحو فرنسا.

 يقول وحيد، الذي استمد قوة شخصيته وعنفوانه من "مخلفات" الحرب في بلاده أمام الصرب والكروات: "لا شيء يؤثر في، ولا يمكنني أن أتأثر بأي شيء سلبي، لأنني واجهت الحرب أمام عيني ولم أخشاها، وواجهت الخوف ولم وهزمته".

وفي حديثه عن ديانته، يعتز وحيد بحمله دين الإسلام، أبا عن جد، يقول في هذا السياق: "بدأت أصلي فجأة، ولم تكن وفاة والدي السبب في التوجه نحو المساجد، لأنني مسلم،وكنت أشعر أن ذلك ميزة كبيرة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى