مال وأعمال

هكذا دفعت مدن الشمال ضريبة نجاحها السياحي في 2019

الدار/ المحجوب داسع

عرفت المنطقة الشمالية وفنادقها بالكامل، اكتظاظا غير مسبوق، خلال الأسابيع الأخيرة من شهر غشت الجاري، بسبب اقبال المواطنين على مدن تطوان، الفنيدق، والمضيق لقضاء العطلة الصيفية التي صادفت عيد الأضحى.

وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، صور مواطنين باتوا في العراء بعدما اكتظت الفنادق، والشقق بالمصطافين، علاوة على صور ازدحام مواقف السيارات، وهو الأمر الذي حز كثيرا في نفوس بعض المواطنين، الذين اضطر عدد كبير منهم الى المبيت تحت النجوم، مع ندرة وسائل النقل، وازدحام المقاهي والمطاعم.

وكانت أكثر المناطق تضرراً هي مدن المضيق، الفنيديق، و ومرتيل ، بالإضافة إلى ساحل البحر المتوسط الممتد من الحسيمة عبر وادي لاو.

ويعزى سبب أزمة الشمال لهذه السنة الى كون العطلة صادفت عيد الأضحى، حيث فضلت غالبية المواطنين أخذ عطلتهم الصيفية تزامنا مع هذه المناسبة الدينية، وهو ما اتضح جليا في مختلف شواطئ الشمال التي اكتظت بالمصطافين من مختلف المدن المغربية.

بالنسبة للفاعلين السياحيين بالمنطقة، فان الأمر مناسبة لهم لجني بعض الأرباح، لكون شهري يوليوز، وغشت هما موسم الذروة بامتياز حيث معدلات امتلاء الفنادق تقترب من 100 ٪. تستفيد المطاعم والمؤسسات المماثلة الأخرى من هذا التحسن، لكن يظل تـأجير الشقق المفروشة، أحد أكثر الأنشطة نشاطًا وربحًا، خصوصا في مدينتي مرتيل والفنيدق.

عند مدخل المدينتين، يعرف المستأجرون بفضل صلصلة مفاتيحهم. لكن هذا الصيف ، ارتفعت الأسعار بشكل كبير. الاستفادة من الفترة المزدحمة ، شهدت الليالي ارتفاع أسعارها بأكثر من 50 ٪ لتصل إلى ما بين 500 إلى 1000 درهم للغرف الفردية.

ووفقًا لبعض زوار المنطقة، اضطرت بعض العائلات أمام محنة الحصول على شقة للاستمتاع بالرمال والمياه الباردة للبحر الأبيض المتوسط ، الى استئجار حتى المرائب والفناءات لليلة واحدة.

يشكل استئجار الشقق قطاعا مربحا في المضيق خلال فصل الصيف، إلى حد أن العائلات التي تعيش في المضيق، وضواحيها، تؤجر شققها خلال فترة الصيف وتنتقل مؤقتًا إلى تطوان حيث يكون الطلب أقل، كما ان ظهور الويب والمواقع مثل Airbnb، سهل عملية استئجار الشقق المفروشة للمصطافين، وزوار مدن الشمال.

وتظل مخاطر استئجار الشقق، مرتفعة بسبب الافتقار للأمان وخاصة إمكانية الإفراط في الحجز، حيث يحدث أن تدفع  عائلات ثمن ذلك عن طريق الحجز الذي تم عبر الهاتف، والذي يؤدى  بها بعد الوصول إلى قضاء ليلة تحت النجوم بعد ساعات طويلة من الطريق صوب مرتيل، الفنديق أو المضيق.

هذه الظاهرة المتمثلة في استئجار منزل تطرح أيضا مشكلا بالنسبة لببلديات المعنية، حيث تحرمها  من دخل مهم من حيث الضريبة السياحية التي هي في أمس الحاجة إليها، خاصةً المدن الصغيرة، وهو ما يطرح الحاحية تنظيمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى