مال وأعمال

الدارالبيضاء تتخلص من تاريخها العريق ومينائها العتيق

الدار / عبد اللطيف الموساوي

باتت أيام ميناء الدار البيضاء القديم معدودة، حيث أعلنت الوكالة الوطنية للموانئ (ANP)، التي تدير موانئ المملكة، عن فتح طلبات العروض للشروع في هدم جزء مهم من هذا الميناء، أساسا مباني الصيد التي تمتد على عدة هكتارات وكذلك حوض بناء السفن. وتبلغ التكلفة التقديرية لهذه الصفقة حوالي 5 مليون درهم

 وقد ارتبطت مدينة الدارالبيضاء التي تم إعادة بنائها في القرن الثامن عشر بالعالم بفضل مينائها وقد أثارت في البداية اهتمام الأوروبيين الراغبين في التجارة. وهكذا تمكنت من فرض نفسها كمحطة أوروبية لشمال إفريقيا وأصبحت أول ميناء للتصدير بالمغرب.

وقد أدى تقدم الملاحة التجارية وتطور صناعة النسيج إلى ارتفاع نشاط الميناء الذي سيصبح أحد أكبر الموردين للصوف بالحوض المتوسطي.

في سنة 1862، تم ربط الدار البيضاء بخط بحري قار مع مدينة مارسيليا الفرنسية وقد شكل ميناء الدار البيضاء الذي تم تشييده سنة 1912 أول أكبر ميناء حديث بالمملكة المغربية، إذ ساهم في ازدهار النشاط الاقتصادي للمدينة وجهتها واستقطب عددا كبيرا من المستثمرين والعمال.

هكذا، تمكن الميناء من التحكم في مستقبل الدار البيضاء الصغيرة ليجعل منها أكبر مركز اقتصادي وتجاري ومالي بالبلاد.

وقد عرفت الدار البيضاء في الفترة ما بين 1910 و 1950 مرحلة مهمة للشروع في الأوراش الكبرى من بينها اعتماد تخطيط للشوارع الكبرى و بناء عمارات كبرى ووضع خطوط بحرية منتظمة …. كما كانت هده المرحلة أيضا بداية لعصر السيارة مع الرالي الأوروبي لسباق السيارات للدار البيضاء سنة 1920. ويعتبر الإنزال العسكري للحلفاء بشمال أفريقيا سنة 1942 خاصة الإنزال العسكري الأمريكي بالدار البيضاء و عملية تورشي حدثا مازال حاضرا في ذاكرة البيضاويين القدامى، إذ إنه شكل منعطفا في مسار الحرب العالمية الثانية

ويوجد في الدار البيضاء اليوم ميناء عصري جديد مدعوم بمرسى جميل واعد على جميع المستويات. ولكن هل كان من الضروري للغاية استخدام الحفارات لمحو آثار الميناء القديم؟ ألا توجد وسيلة للحفاظ على جزء من هذا الميناء للتاريخ ، ولو كمتحف فقط؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى