صحة

مسؤولة.. ثقافة التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية ذات بعد إنساني نبيل

دعت المسؤولة عن وحدة التنسيق الاستشفائي وتشجيع ثقافة التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية بالمستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش السيدة سمان حسناء، المواطنين إلى ضرورة تبني وتملك ثقافة التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية باعتبارها ثقافة ذات بعد إنساني نبيل تساهم في إنقاذ أرواح الناس.
وأبرزت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة يوم تحسيسي نظم أمس الثلاثاء بمراكش من قبل لجنة زراعة الأعضاء بالمركز الاستشفائي الجامعي وجمعية فنون بصرية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتبرع بالأعضاء والأنسجة، أن ثقافة التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية لم تترسخ بعد بشكل أوفر لدى المواطنين مما يؤدي إلى وفاة العديد من الأشخاص المدرجين ضمن لوائح الانتظار ، مشيرة إلى أن الغاية من هذا اليوم هي التحسيس والتوعية بالدرجة الأولى بالأهمية القصوى بالتبرع بالاعضاء البشرية في إنقاذ أرواح المواطنين.
وقالت إن كثيرا من المواطنين يربطون عدم الإقبال على التبرع بالأعضاء بشكل مكثف بالجانب الديني، مؤكدة في هذا السياق، أن ثقافة التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية هي ثقافة نبيلة أصدر فيها مجمع الفقه الإسلامي سنة 1994 بجدة فتوى تشجع هذه الثقافة، استنادا إلى الآية القرآنية "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
وأضافت أن هناك عدد قليل جدا من الناس يعلنون اختيارهم التبرع بأعضائهم عند وفاتهم، في حين أن النقص الشديد في الأعضاء هو العائق الرئيسي أمام الزرع، مذكرة، بأنه خلال السنوات الأخيرة سعى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش إلى تبني وتطوير برنامج زارعة الأعضاء والأنسجة البشرية من خلال نهج سياسة تفاعلية وتقاربية مع محيطه الداخلي والخارجي.
وذكرت السيدة سمان، أن هذا المركز قام منذ سنة 2010 بعدة عمليات الزرع همت بالخصوص زرع القلب لطفل قاصر وسبع عمليات لزرع الكبد و42 عملية لزرع الكلي سواء من متبرع حي أو عند وفاة دماغية، و200 عملية لزرع الأنسجة البشرية (غشاء أمنيوس) في مختلف التخصصات، وعمليات لزرع القرنية (156 قرنية مستوردة و 58 قرنية محلية)، فضلا عن عمليات لزرع  نخاع العظم لأشخاص يعانون من سرطانات الدم أو أمراض الدم.
وأوضحت المتحدثة في هذا الإطار، أنه على الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز هذا البرنامج، فإن المحاولات لا تزال غير كافية، مما يفرض تحسين المعلومات المتعلقة بالتبرع بالأعضاء من خلال حملات توعوية وتحسيسية والتكيف من التدابير السياسية.
من جانب آخر، ذكرت السيدة سمان، أن المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش تربطه علاقة تعاون وتنسيق جد هامة مع المراكز الاستشفائية الجامعية المغربية المصرح لها بالقيام بمثل هذه العمليات بكل من مراكش وفاس والرباط والدار البيضاء ووجدة ومستشفيي الشيخ خليفة وزايد، فضلا عن علاقات التعاون مع بعض البلدان وذلك في إطار تبادل الخبرات والتجارب المتعلقة بزرع الأعضاء والأنسجة البشرية.
وخلال هذا اللقاء تم عرض شريط وثائقي تحت عنوان " نستطيع أن نولد من جديد" أنجزه طاقم المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، يتطرق إلى بعض الحالاث قبل وبعد استفادتهم من عمليات الزرع (الكبد والقلب والكلي)، وحالتهم الصحية والحياة التي يتمتعون بها حاليا بعد استفادتهم من عمليات الزرع، مع إبراز المعاناة وأجواء السعادة والفرحة التي أحاطت بهذه اللحظات الاستثائية، وذلك بهدف توعية المواطنين بالوضع المقلق المتعلق بنقص الأعضاء، وحثهم على أهمية التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية لإنقاذ أرواح كثير من المرضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية + 17 =

زر الذهاب إلى الأعلى