قصة أستاذ استفسره مديره عن الضحك أثناء تحية العلم الوطني
الرباط/ الدار
توصل أستاذ بثانوية فلسطين الإعدادية، التابعة للمديرية الإقليمية بالمحمدية المحسوبة على الأكاديمية الجهوية للدارالبيضاء سطات، أول أمس السبت، باستفسار مكتوب، منسوب إلى مدير الثانوية، حول "شبهة" الكلام والضحك أثناء ترديد النشيد الوطني.
وتناقل كثيرون بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" صورة الاستفسار المكتوب، الذي تحول في الفضاء الأزرق إلى استفسار عام حول الوطنية والوطن، من قبيل "هل الضحك أو الابتسامة أثناء تحية العلم الوطني يعني عدم اهتمام بالوطن؟".. خاصة أن المدير كتب في استفساره، بخط يده، للأستاذ محمد رضا الزلاغي، وقفت إدارة المؤسسة على: "أنك أثناء تحية العلم الوطني من لدن التلاميذ(ات)، كنت منشغلا بالكلام والضحك، كأن هذا الواجب الوطني لا يهمك؟".
وانبرى عدد من الفايسبوكيين للدفاع عن الأستاذ، حيث قال أحدهم "أقترح جوابا للاستفسار الذي وجهه المدير للأستاذ كونه منشغلا بالضحك والكلام أثناء ترديد النشيد الوطني:
سيدي المدير، تبعا لاستفساركم ذي المرجع أعلاه، أخبركم أن النشيد الوطني لبلدنا الحبيب يسري مسرى الدم في عروقي، أردده طوال النهار وآناء الليل، وهو ممزوج بكل حركاتي وسكناتي، أستمد منه روح الوطنية وحب البلد وملكها في كل ثانية وحين، لذا فلا غرابة أن أكون ضاحكا ومتكلما وآكلا وشاربا (…) وأنا أستمع وأستمتع بموسيقى وكلمات نشيدنا الوطني".
في حين نصب فايسبوكي آخر نفسه للدفاع عن الأستاذ، قائلا "لم أكن سيدي المدير منشغلا حينها بشيء أكثر من انشغالي بكونك منشغلا بي، وهذا ما أثار حفيظتي وجعلني مستغربا. فلقد كان من الأجدر التركيز على ترديد النشيد الوطني وأداء تحية العلم بكل وطنية، أما في ما يخص ادعاءك أني كنت أضحك حينها، فهو أمر حقيقي، لكن الأمر لم يكن سوى ابتسامة فخر واعتزاز بانتمائي لهذا الوطن الأبي".
وأضاف هذا المدافع الذي يتحدث بلسان الأستاذ: "الضحك درجات، تختلف باختلاف المتلقي… فابتسامتي كانت ملء فمي بقدر حبي لوطني العزيز، هذا إن لم تكن تمانع في منحي لوطني ابتسامة الهوية وصدق الانتماء لبلد عزيز على قلوبنا، حري بنا أن نفتخر به ونبتسم لأجله، لأن أرضه حبلى بالابتسامة كابتسام الوليد، فابتسم سيدي المدير بفخر، واعلم أن الذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا…!".
وختم الفايسبوكي تدوينته "يحيى المغرب وابتسامتي فداء لبلدي…". بمقابل ذلك، علق فايسبوكيون آخرون بالقول إنه مع "النشيد الوطني ماكاينش اللعب وباراكا من التخربيق"، في حين علّق آخر منتقدا المدافعين عن الأستاذ بالقول: "إذا كان الأستاذ وهو قدوة يستهتر في فترة النشيد الوطني، كيف يمكنه أن يعلّم تلاميذه حب العلم وحب النشيد الوطني بما هو رمز بلد وشعب"…