الانتخابات الأمريكية :فوز الحزب الديموقراطي…يبشر ببداية انقسام الحياة السياسة
أظهرت متابعات الشأن الأمريكي، فوز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد مجلس النواب الأمريكي بالانتخابات النصفية 2018، وفي السياق ذاته فقد تمكن الجمهوريون من الاحتفاظ بمقاعد الشيوخ، الأمر الذي سيمكن الحزب الديمقراطي من الانفتاح على العديد من السلطات الجديدة. موقع "الدار" يتابع الموضوع.
طبقا للتحليلات السياسية التي خلص إليها الخبراء الدوليون في هذا الشأن، يتضح أن فوز الحزب الديموقراطي بنسبة الأغلبية في المقاعد البرلمانية سيكون هو المدخل التمهيدي لخلق نوعا من الرقابة الممنهجة على الرئاسة التي يتزعمها ترامب، الأمر الذي سيحدث مجموعة من التأثيرات المبادرة التي سترخي بسدولها على البيت الأبيض، إذ يعتبر هذا هو الدور الذي تحفظ الجمهوريون من عدم القيام به، خصوصا وأن ترامب يحكم سلطته على اليمين، الأمر الذي حال بينهم وبين هذه المهة التي كانت معلقة إلى حين وصول الحزب الديموقراطي.
وتشير التحليلات الدولية التي تصب في هذا الموضوع، على أن صعود الحزب الديمقراطي لمراكز القرار، هو الأمر الذي سيفتح المجال لتسليط الضوء على سياسة ترامب في الرئاسة، خصوصا وأنه غداة الانتخابات أعلن حربا ضروسا على الديمقراطيين، وعمد إلى استعمال لغة العنف والعنصرية في مخاطبة الحزب الديموقراطي، خصوصا وأنه اهتم بالقضايا الهامشية، وكانت له مواقف معادية من ملف الهجرة، في الحين الذي انصرف عن دراسة المستجدات الأساسية خصوصا منها القضايا التي تهم الشأن العام من قبيل الاقتصاد الأمريكي.
هذا ويسار أن فوز الديمقراطيين لم يكن متوقعا، خصوصا وأنه الفوز الأول من نوعه منذ 8 سنوات، الأمر الذي أدى إلى خلق نوعا من الارتباك الذي شوش على الرئاسة الأمريكية، خصوصا في ظل تعدد الهفوات التي سجلت على الرئيس الأمريكي ترامب، غداة الانتخابات التي سجلت لغته التي وصفها الباحثون بالمتهكمة على الحزب الديموقراطي، والذي يرتقب في الفترة اللاحقة أن هذا الأخير سيعمد على وضع اليد على المغالطات والهفوات الواردة في التكتيكات المعتمدة في السياسيات الرئاسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقد اعتبر المتابعون للشأن الأمريكي، أن هذه الانتخابات النصفية التي تم الإعلان عن نتائجها اليوم الأربعاء بأمريكا، والتي كشفت غن فوز الحزب الديمقراطي، تعتبر عاملا أساسيا سيسجل انقساما حادا في الحياة السياسية الأمريكية، خصوصا في ظل الرئاسة التي ينهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبارا لكونه الرئيس الأكثر إثارة للجدل.
وتجذر الإشارة إلى أن هذه الانتخابات النصفية، تحظى بأهمية قصوى خصوصا وأنها ستحدد مسار ما تبقى من ولاية ترامب، خصوصا وأن فوز الديمقراطيون تحقق بصورة مبكرة بعد تأمين فوزهم في كل من واشنطن وميامي وديترويت ودنفر وفيلادلفيا ونيوجيرسي بـ 226 مقعداً، مقابل 191 للجمهوريين، في حين فاز الجمهوريون بـ51 مقعداً مقابل 43 للديموقراطيين في مجلس الشيوخ.
أما بخصوص المبالغ المالية التي أنفقت في هذه الانتخابات والتي تترجم مدى أهمية هذه الأخيرة، فبحسب موقع "أوبن سيكرتس دوت أورغ"، فقد أنفق الحزبان أكثر من خمسة مليارات دولار على الدعاية الانتخابية، ولم يسبق أن أُنفقت هذه المبالغ في انتخابات نصفية؛ ما أدى إلى بروز العديد من الخرجات الإعلامية التي تناقش هذا الموضوع على القنوات التلفزيونية والإذاعية وعلى الإنترنت.
ويشار في هذا الصدد، أنه سيجتمع مجلس النواب في اليوم الثالث من يناير المقبل لانتخاب رئيس له من حزب الأغلبية، وسط توقعات بأن تشغل المنصب نانسي بيلوسي أو تشاك شومر، وكذا انتخاب زعيم للأغلبية الديموقراطية وآخر للأقلية الجمهورية بالمجلس.