بعد النظام السعودي.. منظومة التجسس الإسرائيلية متورطة في توقيف بوعشرين

الدار/
بعد خرجته الإعلامية البهلوانية التي صنف من خلالها نفسه ضمن طينة المناضلين الكبار الذين تستهدفهم برمجيات التجسس الإسرائيلية، والتي أثارت موجة من السخرية عبر ردود اعتبر أصحابها أن رصيد الرجل النضالي يكفي بالكاد ليعرفه محيطه الضيق، فضل المعطي منجب هذه المرة ألا يسقط سقطته الأخيرة، وأن يوجه سمومه نحو الأنظمة "الماردة" التي تشتري برامج بملايين الدولارات للتجسس على معارضيها.
فالأعراب كما سماهم منجب، وهم حصرا الأنظمة السعودية والإماراتية والمغربية صرفت ملايين الدولارات واستثمرت علاقات واسعة مع الإسرائيليين من أجل الحصول على برمجيات معلوماتية هي الأحدث على المستوى العالمي، استعملتها في استهداف هواتف معارضيها والتجسس عليهم، وهنا جاءت الفرصة مرة أخرى "لسي المعطي" من أجل إدخال "شريحة" بوعشرين ضمن شريط المناضلين العالميين المستهدفين بهذه التكنولوجيا الجبارة.
لقد كان واضحا منذ البداية أن اختيار منجب لثلاثة دول يتهمها باستعمال برمجيات "بيجاسوس" ضد معارضيها، دون ذكر أية من الدول الأخرى سواء كانت ديموقراطية أو ديكتاتورية، فقيرة أو غنية، والتي أشارت التقارير أيضا إلى إمكانية استعمالها لهذه التكنولوجيا، هو اختيار غير برئ، والهدف منه هو بلا شك كان الربط بين النظامين السعودي والإماراتي من جهة، وبين ما يدعيه محيط بوعشرين من كون اعتقاله جاء نتيجة إملاءات خارجية لهذه الأنظمة نفسها.
فبعد فشل ترويج اسطورة الضغوطات التي مارستها الرياض على المغرب وتوجت بإسكات صوت بوعشرين من خلال متابعته بجرائم جنسية، وجد منجب الفرصة سانحة ضمن هذه المسار لتعداد حالات المعارضين الخليجيين الذين تعرضوا للتجسس والمتابعة المعلوماتية من قبل حكومات بلادهم من أجل إسقاط طائرة اتهاماته في حديقة تجمع بين جمال خاشقجي الذي أعطى هاتفه لخطيبته قبل دخول القنصلية؟؟؟ وبين "بوعشرين" الذي لم يفعل شيئا سوى هتك عرض كل من تصادف تواجدها في محيطه من نساء..
وعندما لم يجد منجب ما يربط به قضية متابعة بوعشرين ببرمجيات التجسس، نبش في أرشيف خيالاته، ليتذكر أن بعض من أنصار صديقه تناولوا موضوع هاتف بوعشرين الذي حجز منه لحظة توقيفه، فكان لا بد من إضفاء بعض من الخيال على الموضوع من خلال إدعاء اختفاء غامض للهاتف، وهو ما يهدف من خلاله المعطي إلى ربط الهاتف ضمنيا بواقعة التجسس المفترضة، دون أن يضطر إلى القول أنه ربما كان يحتوي على برمجية التجسس الخبيثة، الأمر الذي سيسقطه مرة أخرى في فخ التنجيم وادعاء الغيب.
فما لم يقله منجب هو أنه لا مصلحة له في مناقشة استعمال المغرب لبرمجيات التجسس الإسرائيلية من عدمه، ولكن الهدف هو البحث على صك غفران لبوعشرين، مهما كانت التكلفة الأخلاقية والشخصية، حتى ولو اضطر وهو الأستاذ الأكاديمي والباحث المفترض إلى ضرب كل قواعد المنطق واختراق أساسيات التحليل الجيوسياسي من أجل تبرئة رجل تطارده جرائم الاتجار بأعراض النساء وليس النضال السياسي حتما.