خبراء يبرزون بالرباط تجليات عمران وتراث حواضر الإسلام
الدار/ خاص
ناقش خبراء، مؤخرا بالرباط، أبعاد وتجليات "عمران وتراث حواضر الإسلام"، في ندوة نظمها مركز ابن البنا المراكشي، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، بشراكة مع مؤسسة خالد الحسن.
وتطرق المشاركون في الندوة، التي تندرج في إطار مشروع عام يتعلق بالتأريخ للفكر العربي في القرنين الأخيرين، إلى الخصائص والخطوط العامة، و الأصول الحضارية للحضارة العربية الإسلامية.
وفي هذا الصدد، بسط محمد ابن عبود في محاضرة بعنوان “آهال قرطبة والأندلس في عصور الازدهار”، التطور الفكري الذي شهدته الأندلس إبان القرن الخامس الهجري، خصوصا في ما يتعلق بالتاريخ والأدب والفقه، كما نقاش عبد الستار اعمامو بعنوان “عمران تونس والقيروان في أوج الازدهار”، وركز فيها على المظاهر والخصائص التراثية والحضارية والمعمارية التي تميز هاتين المدينتين مع إعطاء حيز في محاضرته لأهمية التراث اللامادي في الإطار العمراني، لتعقبها مداخلة للأستاذ المغراوي بعنوان “الطبقات والتاريخ والعمران البشري".
وتطرق المشاركون للحركة العلمية في كل من مكة والمدينة منذ نشأتهما بداية القرن الهجري الأول حتى أواخر القرن الثاني الهجري، والى الجوانب السياسية والاقتصادية والعلمية التي ميزت هاتين المدينتين.، و آهال حواضر الشام ومدارسها”،آهال الفسطاط ومصر ومدارسها”، فضلا عن “الترجمة ورجالاتها في فارس حتى القرن العاشر الهجري".
جلسات اليوم الثاني من الندوة فتطرقت الى “عمران فاس والمغرب الأقصى حتى القرن 12 هـ”، حاول الأستاذ بامي، رئيس مركز ابن البناء المراكشي، خلالها فهم وتحليل بعض جوانب العمران بالمغرب الأقصى في ربط بين الدين والتمدين في إطار أفق مقاصدي، محاولا استجلاء بعض العلائق التي تربط الإنسان بمحيطه الحيوي في سبيل إنتاج ثقافة معينة وتحقيق لمفهوم الاجتماع البشري، معضدا هذه الجوانب النظرية بالعديد من الأمثلة التطبيقية، كما تطرق الى التراث الإسلامي في علوم الأحياء والطب والنبات حتى القرن 12 ه”، مبينا في هذا الاطار أن " التراث الإسلامي الأندلسي والمغربي في علوم الأحياء والنبات والزراعة قد حاول الفصل بين هذه العلوم وبين الطب والصيدلة والسحر والتنجيم، إضافة إلى خاصية تميز بها علماء النبات والفلاحة تتجلى في كونهم قد جمعوا بين المعرفة الواسعة بشؤون الفلاحة والغراسة والمزاولة الفعلية لهما.