صحة

منصة للواقع الافتراضي لتأهيل الناجين من السكتة الدماغية

أنشأ باحثون عيادة للواقع الافتراضي لتمكين الناجين من السكتة الدماغية من حضور جلسات العلاج البدني والمهني، وأعلنوا عن هذا العمل في دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية "أرشيف الطب الطبيعي وإعادة التأهيل".

والعلاج الطبيعي والمهني جزء مهم في خطوات التعافي من السكتة الدماغية، لمساعدة الناجين على استعادة البراعة والقدرة الحركية الوظيفية، ومع ذلك، غالباً ما يواجه الناجون من السكتة الدماغية تحديات كبيرة في حضور جلسات العلاج الخاصة بهم.

وعلى سبيل المثال، لا يعيش العديد من الناجين بالقرب من المنشآت التي تقدم خدمات العلاج ذات الصلة.

وللتغلب على هذه المشكلة دشن الباحثون بجامعة ولاية كارولينا الشمالية الأمريكية، منصة للواقع الافتراضي على الإنترنت تتيح للمرضى والمعالجين التفاعل معا عن بعد، ويمكن للعملاء أيضًا استخدام النظام للعمل في تمارين العلاج مع أحبائهم الذين يعيشون بعيدًا.

ويطلق على المنصة اسم "البيئة الافتراضية لتمارين الألعاب التأهيلية" (VERGE)، هو عبارة عن حزمة برامج تستخدم أجهزة استشعار الحركة Kinect لتتبع حركة المرضى والمعالجين.

وتدعم المنصة حاليًا 3 أنشطة إعادة تأهيل مختلفة، مثل ضرب كرة افتراضية ذهابًا وإيابًا عند وجود العديد من المستخدمين، أو ضربها في حائط عندما يكون المستخدم في وضع المفرد.

ولإثبات فاعلية هذه المنصة، عمل الباحثون مع 20 من الناجين من السكتة الدماغية لتقييم النظام، وقضى نصف المشاركين أسبوعين في استخدام المنصة في وضع المستخدم المفرد، في حين استخدمها النصف الآخر في وضع متعدد المستخدمين، عن طريق التفاعل مع أشخاص آخرين عن بعد، وبعد ذلك تم تبادل الأوضاع لمدة أسبوعين إضافيين.

وجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة حضروا 99٪ من جلسات علاجهم عند استخدام المنصة في وضع متعدد المستخدمين، وكان التوافق جيدًا أيضًا في وضع المستخدم المفرد، حيث حقق المشاركون 89٪ من جلساتهم. 

كما أمضى المشاركون وقتًا إضافيًا بنسبة 22٪ – أو 7.6 دقائق إضافية -في جلساتهم عند استخدام المنصة في وضع متعدد المستخدمين، وكان ذلك الوقت أكثر نشاطًا، حيث حرك المشاركون أيديهم حوالي 415 مترًا لكل جلسة خلال جلسات المستخدمين المتعددين، مقارنةً بـ327 مترًا أثناء جلسات المستخدم المفرد.

ويقول الدكتور ديريك كامبر، الباحث بفريق عمل المنصة في تقرير نشره، الجمعة، الموقع الإلكتروني لجامعة كارولينا الشمالية: "هذا يشير إلى أن الجانب الاجتماعي له فوائد حقيقية للناجين من السكتة الدماغية في سياق إشراكهم في العلاج".

ورغم أن هذه النتائج واعدة، فإن الفريق البحثي يود التوسع في دراسة أكبر متعددة المواقع يمكن أن تساعدهم في تقييم التكنولوجيا بشكل كامل قبل اتخاذ أي قرارات حول كيفية إتاحتها للاستخدام السريري على نطاق واسع.

ويقول الدكتور كامبر: "على سبيل المثال، نحن نرغب في دمج أحبائهم في الجولة التالية من الاختبار، لمعرفة ما إذا كان ذلك قد يزيد من مشاركة المريض في التمارين العلاجية".

ويضيف: "على المدى الطويل، نود أن نرى ما إذا كان هذا يمكن أن يكون وسيلة للمشاركة في العلاج عن بعد مع الناجين من الحروق، أو حتى كوسيلة لتشجيع كبار السن على المشاركة في ممارسة الرياضة وإقامة روابط اجتماعية".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى