صحةصحة نفسية

أيها الآباء احذروا من تقبيل أطفالكم على شفاههم!

الدار/ ترجمة: حديفة الحجام

غالبا ما يمثل ميلاد طفل جديد لحظة نكتشف فيها ذواتنا، حيث تتقوى رغبتنا في العيش والبقاء ونحن نرى فلذات كبدنا تترعرع يوما عن يوم. أن يكون المرء أبا أو أما يعني أن تكون له مسؤوليات ترتبط بتربية الأبناء والسهر على راحتهم وتنمية ذواتهم وتقوية شعورهم بأهميتهم.

بطبيعة الحال، يجب إشعار الطفل بأنه محبوب وفي أمان داخل الوسط الأسري الذي يترعرع فيه. وهو ما يدفع بعض الآباء إلى إظهار عاطفتهم للأطفال برسم قبلات على أفواههم على سبيل المثال. غير أن هذه الحركة العاطفية تثير الكثير من النقاشات ويهتم الأخصائيون النفسيون كثيرا بهذه الظاهرة.

التأثير النفسي لتقبيل الطفل في فمه

ترى الأخصائية النفسية شارلوط ريزنيك أن الأطفال عندما يبدؤون في الوعي بالجانب الجنسي لديهم، أي منذ سنوات عمرهم الأولى، بإمكان قبلة على الفم أن تخلق روابط عاطفية مربكة بالنسبة إليهم. فمع أن هذا الأمر يبدو بريئا من جانب الآباء، فإن الأطفال يتعلمون بالمحاكاة، أي أنهم قد يفعلون نفس الشيء مع الآخر دون الانتباه إلى التأثير الجنسي والخصوصي لهذا التصرف. أضف إلى ذلك أنه انطلاقا من عمر 4 أو 5 سنوات، يصبح للأطفال وعي جنسي، وهذا الأخير سيصيبه بعض الارتباك. فمن جهة، سيسبب التقبيل على الوجه تحفيزا جنسيا لديهم لأن تلك المنطقة منطقة مثيرة جنسيا وتؤدي إلى إفراز السيروتونين والأوسيتوسين، أي هرموني اللذة؛ ومن جهة أخرى سيجدون أنفسهم تائهين في توجههم الجنسي. ولهذا تنصح بتقبيل الطفل على الخد أو الجبهة فقط.

ولا يتفق بعض الأخصائيين النفسيين في هذه النقطة، ومنهم الأخصائية النفسية سالي آن ماكورماك التي تؤكد أن مجرد تقبيل الطفل الصغير في فمه يرجع إلى ربط الرضاعة بمشاكل مستقبلية لها علاقة بالتوجه والسلوك الجنسي للطفل.

بدائل عاطفية

بطبيعة الحال هناك طرائق أخرى لإظهار مقدار المحبة للطفل. إليكم بعضها!

  • ضعوا ثقتكم فيه

إن مجرد منح الطفل حرية الاختيار فذلك يظهر له أنكم تثقون فيه. وبعبارة أخرى، الثقة فيه تجعله يشعر في نفسه أن قادر على الوثوق في الآخر وبالتالي خلق روابط اجتماعي معه. ويجدر تعريفه الحدود الوسطى في كل ما يتعلق بالثقة التي يمنحها للآخرين.

  • احترموه

الاحترام قيمة أساسية للعيش داخل المجتمع وللإحساس بالسعادة. وينطبق نفس الأمر على الوسط الأسري. وأحد أهم دلائل الحب هي احترام اختيارات الطفل ولو لم تكونوا تقتسمون معه نفس وجهة النظر.

  • ادعموه

لكل إخفاق تأثيره النفسي، خصوصا حينما نكون صغارا ونجد صعوبة في التعامل مع مشاعرنا. وفي هذه اللحظة بالذات عليكم دعم طفلكم وإظهار أنه مهما حدث فأنتم فخورون به.

  • ضعوا دائما حدودا

كل طفل في مرحلة النمو والتطور يحتاج إلى قواعد وحدود لا يجب عليه تجاوزها. فمجرد وضع تعليمات هو دليل على أنكم مهتمون بلعب دوركم كآباء، وهو ما يريح الطفل في شعوره بأنه شخص مرغوب فيه.

  • كونوا إيجابيين

حينما تكونون منفتحين وإيجابيين، سيشعر طفلكم بذلك وسيستوعب أنه سبب سعادتكم. التفاؤل والسعادة هي في نفس الوقت أدلة ومحفزات للحب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى