رؤساء جدد للمجالس العلمية بالمغرب.. الرهان على جيل جديد
الدار/ المحجوب داسع
بصدور الظهير الشريف، الذي يوافق بموجبه الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، ورئيس المجلس العلمي الأعلى، على تعيين 16 رئيسا جديدا المجالس العلمية المحلية والاقليمية بالمغرب؛ يكون الحقل الديني بالبلاد قد مرحلة أخرى بهدف مواكبة الرهانات الجديدة للدولة، ورفع التحديات المرتبطة بالأساس بمحاربة الغلو، والتطرف، وتقريب الممارسة الدينية الصحيحة من المواطنين.
الباحث في الدراسات الدينية والسياسية بكلية الشريعة بأيت ملول، خالد أوخراز، يرى في التغييرات الجديدة، مرحلة جديدة بالنسبة لهيكلة الحقل الديني وأسلوبا اتبعته الوزارة المسؤولة عن القطاع منذ توسيع المجلس العلمي الأعلى، وإنشاء مجالس علمية في مختلف الأقاليم بناء على الهيكلة الجديدة للحقل الديني التي بدأها المغرب منذ عام 2002، وكذا انشاء هيكلة خاصة مكلفة بالإفتاء، دون نسيان الخطابات الملكية في مختلف المناسبات التي تحث على توخي القرب من المواطنين فيما يتعلق بأمورهم الدينية والدنيوية.
وأشار أخراز الى أن حساسية المجال الديني بالمغرب، تجعل موافقة الملك على هذه التعيينات أمرا مهما، خصوصا بصفته أميرا للمؤمنين بمقتضى الدستور والبيعة الشرعية، كما أن الدولة تضع نصب أعينها ضرورة قاطع دابر كل من سولت له نفسه التطفل على المجال الديني، أو الزج به في أتون الصراعات السياسية".
وعلاقة بإطلاق الملك لدروس الحديث النبوي الشريف، التي ستبث على قناة محمد السادس للقرآن الكريم، بهذه التغييرات الجديدة، قال الباحث في الدراسات السياسية، ان تعيين رؤساء جدد للمجالس العلمية المحلية والاقليمية يدخل بكل تأكيد ضمن هذا الاطار، خصوصا وأن أغلب البرامج بالقناة يقدمها رؤساء مجالس علمية محلية اما كمقدمين أو ضيوف على القناة".
تجدر الاشارة الى أن سبق للملك محمد السادس أن دعا رؤساء المجالس العلمية المحلية إلى توخي الحكمة أثناء تأدية واجبهم الديني وأن يكونوا مثاليين في سلوكهم وأخلاقهم وتعاملهم مع المواطنين حتى يصبحوا قدوة لغيرهم"، مشددا على ضرورة سلك منهج الوسطية والاعتدال، و الحوار والإقناع دون تشدد أو تعصب".