الرأي

طلحة جبريل بكتب عن محمد الفيتوري

طلحة جبريل

راقني كثيرا أن أسمع من شخص أكن له كل تقدير، تفاصيل مبادرة تهدف إلى طباعة كل ما كتبه الشاعر محمد الفيتوري من أشعار .
كتب الشاعر محمد الفيتوري 28 مجموعة شعرية قبل رحيله  منذ قرابة خمس سنوات في الرباط.
كتب عن قضايا حيوية ومهمة لحياة الإنسان المعاصر، مشاكله ومعاناته. كتب عن الإنسان الأسود وظروفه المأساوية، كتب عن القضية العربية وتفاعلاتها في مختلف الساحات.
محمد الفيتوري هو إبن الإيحاءات والرموز، والعالم الميثولوجي المليء بالإضاءات والألوان. هي الوان ممتزجة، سوداء وبيضاء،افريقية وعربية وإسلامية. هذا هو البهو الرائع الذي تحرك خلاله، منذ مولده في بلدة قصية في أقصى غرب السودان..وحتى الآن.
أمتصه بخلايا جسده،وعيونه وحواسه، وحاول من خلاله البحث عن ذاته.
عندما كتب دواوينه الأربعة الاولى “أغاني افريقيا” و”عاشق من افريقيا” و”اذكريني يا إفريقيا” و”أحزان أفريقيا”. كان يبحث عن هذه الذات، بل كان يقف في مكان منعزل بالنسبة لمجموعة الشعراء المعاصرين.
حين كان الشعراء ينزفون منطوين على جراحاتهم الصغيرة، كان يصيح شعراً ” استيقظي يا افريقيا”، سخر منه كثيرون.
يقول هو نفسه” كنت أهتف يا أفريقيا أنا زنجي، وكنت اتعمد ذلك لانني كنت انادي عمقاً نفسياً لا يمكن أن يدركوه”.
كتب محمد الفيتوري شعراً جميلاً .كتب لأنه يعرف كيف يكتب.
قال لي محمد الفيتوري مرة عن الكتابة “أكتب لأطهر ذاتي،أكتب لأنني أقول كلمة للآخرين، واسعى لتسجيلها لعلهم يقرؤونها. أنا أكتب للقادمين”.

زر الذهاب إلى الأعلى