طلحة جبريل يكتب: العروي مجدداً
طلحة جبريل
يستحق المفكر والمؤرخ عبدالله العروي أكثر من “كرسي جامعي”. أقول جازما أنه يستحق أن يطلق أسمه على كلية آداب وليس مجرد كرسي في كلية ، وعلى الرغم من ذلك فإن المبادرة المغربية الفرنسية تستحق التنويه. إذ قررت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط إطلاق إسم “عبد الله العروي” على كرسي جامعي، وهي مبادرة مشتركة مع “معهد العالم العربي” في باريس.
علينا نحن معشر “قبيلة الصحافيين” ألا ننسى العروي هو الذي قال إن الصحافي هو “مؤرخ اللحظة”. تأملوا هذا التعريف العميق. إذا سايرنا هذا التعريف، سيكون دور الصحافي حتماً، هو نشر أكبر قدر من المعلومات عن “اللحظة الراهنة”. وهكذا تصبح حياة الصحافي كلها”لحظة راهنة”، لأن سيل الأخبار لا ينقطع.
هناك خمسة مراحل يمر منها الخبر(أي المعلومة) حتى يصبح “معرفة” وهو ما أطلقت عليها نظرية “الطوابق الخمسة”.في الطابق الأول تكون “شائعة”. وفي الطابق الثاني تتحول إلى “خبر غير موثق”. ثم “خبر” صحيح في الطابق الثالث، وفي الطابق الرابع تراكم المعلومات التي تخلق المعرفة وفي الطابق الخامس تتحول المعرفة إلى وعي. وهناك ستة مصادر لا بد ان يستند اليها أي “خبر” حتى يصبح “موثقاً”، وهي أولاً المصادر التقليدية وكالات الأنباء ، ثم مصدر محدد بالاسم والصفة، والثالث مصدر غير محدد بالاسم أو الصفة ،والمصدر الرابع شاهد او شهود عيان، والمصدر الخامس، بيان او وثيقة أو رسالة. والمصدر السادس الصحافي نفسه إذا حضر الحدث.