طلحة جبريل يكتب عن أغنيتين
طلحة جبريل
أحرص كثيراً الإستماع إلى برنامج “زمن الحكي” في إذاعة الرباط الذي يعده الصافي الناصري، إضافة إلى برنامج “الأحد الرياضي”، في هذا السياق استمتعت بما رواه الفنان عبد العزيز الطاهري أحد مؤسسي فرقة “جيل جيلالة”. الآن نسمع في اشياء عجيبة يقال لها غناء، وهي مجرد هراء.
عندما وصلنا إلى الرباط قبل سنوات طويلة مضت، كان الشباب مهوسون باغاني فرقتي “ناس الغيوان” و “جيل جيلالة”.
لا يطربون لأغانيهما فقط بل يعشقونها. كانت اغاني المجموعتين تعبر عن موجة غضب رافضة تسود ايامئذٍ ، كانت الجامعة هي التربة الخصبة للمد اليساري، وبعض اغاني المجموعتين تعبر عن افكار وشعارات ذلك المد.كان متعذراً أن نفهم دلالات الكلمات، لكن كنا ندرك مضامينها وايحاءتها السياسية.
كنت شخصياً أميل الى”جيل جيلالة”. معجباً الى درجة كبيرة باغنيتين من اغانيها، سألت كثيرين عن كاتبهما وتباينت الروايات، هناك من قال إنه “محمد كهرمان” الذي يقال إنه كتب أغنية ” العيون عينيا”في حين سمعت من آخرين انه محمد الدرهم.
كانت الاغنية الأولى يقول احد مقاطعها” آه آه يا جيلالة” في حين كانت الاغنية الثانية تشتمل على بيت كل ما سمعته الا وشعرت بنشوة واستعادة الذاكرة صوراً من عالم وايام تركناها خلفنا والحسرة الكبرى انها لن تعود. يقول البيت” وقولو الخليل الي مشيت بالليل ما بقالي يا ليلي نزور فيه الخليل”.
فعلاً لم تعد الليالي هي الليالي، ولم يبق الأحبة هم الأحبة.بل لم يبق الفتى هو الفتى.