منظمة الصحة العالمية تعتبر أن رفع الحجر يُدخِل العالم «في مرحلة خطيرة»
يتصدر رفع إجراءات الحجر جدول أعمال دول عدة متضررة من فيروس «كورونا المستجد»، لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن ذلك يدخِل العالم في «مرحلة خطيرة».
وأودى فيروس «كورونا» بما لا يقل عن 456630 شخصا حول العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر، وفق تعداد أجرته وكالة «فرانس برس» استنادا إلى مصادر رسمية وسُجلت رسميا أكثر من 8555330 إصابة في 196 بلدا ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء. وقد أعلن تعافي 3952400 شخص على الأقل.
وتخطت البرازيل، الجمعة، عتبة المليون إصابة مؤكدة بفيروس «كورونا»، حسب ما أعلنت وزارة الصحة، وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس من أن الفيروس يواصل الانتشار سريعا، ويبقى مميتا، وأغلب الناس عرضة له، مشيرًا إلى أن أجهزة المنظمة سجلت، الخميس، أكثر من 150 ألف إصابة، في أعلى حصيلة يومية منذ ظهور الوباء.
وأُحصي أكثر من نصف الإصابات الجديدة في القارة الأميركية، لكن الفيروس ينتشر أيضا في جنوب آسيا والشرق الأوسط، وأقر غبريسوس بأنه «من الواضح أن كثيرا من الناس سئموا ملازمة بيوتهم. ترغب الدول في فتح مجتمعاتها واقتصاداتها، لكنه حذر من أن إنهاء تدابير الحجر أو القيود المفروضة على الحركة يُدخِل العالم في مرحلة جديدة وخطيرة».
وتعتزم السعودية اعتبارًا من الأحد إعادة فتح مساجد مكة، بعد إغلاق دام ثلاثة أشهر بسبب الفيروس، وفق التلفزيون الرسمي، وأعلن المغرب ليل الجمعة توسيع إجراءات تخفيف الحجر الصحي لتشمل معظم أرجاء البلاد، وذلك ابتداء من 24 يونيو.
في إيطاليا، بحث خبراء عن آثار الفيروس في عينات مياه صرف صحي أظهرت أنه كان موجودا في مجاري ميلانو وتورينو منذ ديسمبر 2019، أي قبل شهرين من رصد أول إصابة في البلاد.
وُجِدت أيضًا آثار مماثلة في المياه المستعملة ببولونيا «وسط الشمال» في 29 يناير، في حين سجلت أول إصابة في 20 فبراير، وكذلك في مدينة كودونيو الصغيرة قرب ميلانو، وفق دراسة أجراها المعهد الإيطالي العالي للصحة.
وأشار المعهد إلى دراسة إسبانية كشفت وجود الفيروس في عينة مياه مستعملة في برشلونة، وقال لوكا لوسينتيني المسؤول بالمعهد في الدراسة إن «نتائجنا تؤكد ما بات واضحا على الصعيد الدولي بشأن أهمية مراقبة الفيروس عبر عينات مأخوذة من مياه الصرف الصحي ومن مداخل محطات تنقية» المياه، وحسب لوسيا بونادونا وهي مسؤولة أيضا في المعهد، فإن مشروعا تجريبيا سيبدأ في يوليو مع مراقبة آثار محتملة للفيروس في مياه الصرف الصحي في المناطق السياحية.
في فرنسا، أعلنت الحكومة أن دور السينما والكازينوهات ستُعيد فتح أبوابها، الإثنين، مضيفةً أن الملاعب ستُعاود استقبال الجماهير بدءًا من 11 يوليو، على أن لا تستقبل أكثر من خمسة آلاف متفرج في الحد الأقصى.
تزامنًا أرجأت سلطات مكسيكو لمدة أسبوع إضافي، استئناف الأنشطة الاقتصادية الذي كان مقررًا في الأصل يوم الإثنين، وذلك في محاولة لتقليل الإصابات بالفيروس. وقالت السلطات إن المكسيك سجلت أكثر من 20 ألف وفاة بالفيروس، في زيمبابوي، اعتقلت الشرطة وزير الصحة على خلفية فضيحة صفقة مواد طبية متعلقة بمكافحة «كوفيد-19»، وفق ما ذكرت هيئة لمكافحة الفساد.
لمواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة الناتجة عن الوباء، اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي، الجمعة عبر الإنترنت، لكنهم لم يتخذوا أي قرار. واتفقوا على الالتقاء مجددًا في اجتماع يحضرونه شخصيًّا ببروكسل منتصف يوليو للاتفاق على خطة إنعاش ضخمة.
وسيشكل الاتفاق على خطة بقيمة 750 مليار يورو مخصصة لإخراج القارة العجوز من ركود تاريخي، مرحلةً مهمة في البناء الأوروبي، لأن هذا المبلغ سيكون للمرة الأولى قرضا باسم الاتحاد الأوروبي في الأسواق، ما يكسر الصمت المخيم على موضوع دين أوروبي مشترك.
وأتاحت القمة الافتراضية لكل دولة أن تكشف أهدافها وهوامش التفاوض حول مقترح المفوضية الأوروبية، الذي يهدف إلى دعم الاقتصاد الأوروبي المنكوب.
ويتوجب خصوصا تجاوز تحفظات الدول الأربع «المقتصدة»، وهي هولندا والنمسا والسويد والدنمارك، المعارضة لجزء كبير من الخطة التي ستصب خصوصًا في مصلحة دول جنوب القارة.
في الصين، سُجلت 25 إصابة جديدة، الجمعة، في بكين، ما يرفع حصيلة الحالات المرصودة منذ الأسبوع الماضي إلى 183 في العاصمة الصينية التي تضم 21 مليون نسمة.
ونشرت السلطات معطيات علمية تشير إلى أن نسخة الفيروس المسؤول عن الطفرة الوبائية في بكين ظهرت في أوروبا قبل أسابيع أو أشهر عدة، ورأى بين كولينغ، الأستاذ في كلية الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ، أنه من الممكن أن يكون الفيروس الذي يتسبب اليوم بوباء في بكين قد انتقل من ووهان إلى أوروبا وعاد الآن إلى الصين.
في أوكرانيا، حيث رُفعت القيود على الحركة في 11 مايو، أعلنت السلطات أنها ستعيد فرض تدابير حجر تختلف باختلاف المناطق، وقال وزير الصحة ماكسيم ستيبانوف: «في بعض المناطق، يجب إعادة فرض تدابير صارمة»، ويأتي ذلك مع تسجيل البلاد مئات الإصابات اليومية.
في الولايات المتحدة، حيث سُجلت طفرة لـ«كورونا» في نحو عشرين ولاية، خصوصا في جنوب البلاد وشرقها، اعتبر خبير الأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، في مقابلة مع «فرانس برس» أن تدابير عزل جديدة لن تكون ضرورية.
وشدد على أهمية اتباع إدارة محلية ومرنة للفيروس، بما في ذلك ما يتعلق بالمسألة الحاسمة المتمثلة بتحديد موعد لإعادة فتح المدارس، والولايات المتحدة التي سجلت قرابة 120 ألف وفاة، هي بفارق شاسع عن سائر دول العالم، البلد الأكثر تضررا من جراء جائحة «كوفيد-19».
المصدر: الدار ـ وكالات