دراسة طبية أمريكية: تعاطي “الحشيش” خطر على الدماغ
بينما تتجه العديد من دول العالم نحو ما يعرف بـ"الاستخدام الترفيهي للحشيش"، حذرت دراسة دولية قادها باحثون أمريكيون من أن الحد الأدنى لتناول الحشيش (لفافة واحدة أو لفافتان) يمكن أن يترك أثراً سلبياً على دماغ المراهقين.
وفي الدراسة المنشورة، خلال هذا الأسبوع، في دورية "علم الأعصاب"، درس الفريق البحثي حالة 46 طفلاً أبلغوا عن تعاطيهم الحشيش مرة أو مرتين في سن الـ14 عاماً، لتظهر النتائج زيادة ملحوظة في المادة الرمادية في المخ، وكانت أكبر الاختلافات في المادة الموجودة بـ"اللوزة الدماغية" وهي المسؤولة عن بعض المهام مثل الذاكرة.
واختبر الفريق البحثي مستوى المهارة لدى متطوعين شاركوا في لعبة لتحديد قدرات الذكاء، فكانت المهارات أقل لدى مجربي الحشيش منه لدى الذين لم يجربوه.
ويتعجب الدكتور هيو جارافان، الباحث في قسم الطب النفسي بجامعة فيرمونت الأمريكية، والباحث الرئيسي بالدراسة، من أن التحرك نحو إضفاء الصفة القانونية لتناول الحشيش وعدم تجريمه سيجعله متاحًا بشكل أكبر، وسيُنظر إليه على أنه مفيد نسبيًا، وهذا بدوره قد يؤدي إلى استهلاك المزيد من الشباب له، في حين أن هناك اتفاقاً عاماً على أن المراهقين يجب أن يتجنبوه.
ويقول جارفان: "هناك دراسات سابقة تناولت تأثير الاستخدام الكثيف للحشيش، ولكن نتائج دراستنا تشير إلى أنه حتى الاستخدام الخفيف جداً (تدخين لفافة واحدة أو اثنتين مدى الحياة) قد يؤثر على حجم المادة الرمادية في الدماغ".
ويضيف: "أعتقد أن هذه النتائج بمثابة جرس إنذار للمراهقين الذين يدخنون الحشيش، مع أن النتائج التي توصلنا إليها تتطلب دراسات إضافية".
وعن الخطوة المقبلة لإثبات ما تمَّ التوصل إليه من نتائج، يوضح جارفان أنهم يأملون في اختبار تأثير الحشيش في نموذج حيواني.
ويختم الباحث الرئيسي في الدراسة حديثه بالقول: "هذا سيعطينا سيطرة تجريبية أفضل، إذ سنتمكن من قياس الدماغ قبل وبعد التعرض، ويمنحنا نظرة أفضل حول آليات الدماغ التي تقوم عليها هذه التأثيرات، كما أن هناك دراسات أخرى على أعداد أكبر من المراهقين سنحاول خلالها اختبار ما توصلنا إليه من نتائج".