فرنسا لم تجد دليلا على صحة المزاعم الأمريكية بتخزين حزب الله اللبناني لمواد متفجرة على أراضيها
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة للصحافيين إن الحكومة الفرنسية لا تجد دليلا ملموسا يؤكد زعم الولايات المتحدة تخزين “حزب الله” اللبناني مواد كيميائية لصنع متفجرات على أراضيها. وكان مسؤول أمريكي كبير قد صرح الخميس بأن جناح “حزب الله” المسلح يهرب ويخزن مواد كيميائية، منها نترات الأمونيوم، من بلجيكا إلى فرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا. ولا تصنف فرنسا الحزب كمنظمة إرهابية في حين تصنفه الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.
صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول الجمعة بأنه لا توجد أدلة ملموسة تشير إلى أن الجناح المسلح لجماعة “حزب الله” اللبنانية يخزن مواد كيميائية لصنع متفجرات في فرنسا وذلك بعدما قال مسؤول أمريكي كبير إن الجماعة أقامت مخابئ في أوروبا منذ عام 2012.
وكان ناثان سيلز منسق وزارة الخارجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب قد قال يوم الخميس إن الجماعة المدعومة من إيران تهرب وتخزن مواد كيميائية، ومنها نترات الأمونيوم، من بلجيكا إلى فرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا. وقال سيلز في إفادة “إنه (الجناح المسلح) يخزن هذه الأسلحة في أماكن حتى يتسنى له تنفيذ هجمات إرهابية كبيرة عندما يرى سادته في طهران ضرورة لذلك”. ولم يقدم المسؤول الأمريكي تفاصيل أخرى أو أدلة على وجود تلك الأنشطة.
ونترات الأمونيوم مادة كيميائية صناعية يشيع استخدامها في صنع الأسمدة وكمادة متفجرة في المحاجر والتعدين. وتعتبر آمنة نسبيا في حال خلوها من الملوثات وتخزينها بشكل ملائم. وتكون المادة خطيرة للغاية إذا تعرضت للتلوث ومزجت بوقود أو جرى تخزينها بطريقة غير آمنة كما حدث في مرفأ بيروت في غشت حين انفجر 2750 طنا من نترات الأمونيوم، ما أسفر عن تدمير الميناء ومقتل 190 شخصا.
وقالت أنييس فون دير مول للصحافيين ردا على مزاعم سيلز: “على حد علمنا، لا يوجد شيء ملموس يؤكد مثل هذا الزعم في فرنسا اليوم”. وعلى عكس الولايات المتحدة التي تصنف جماعة حزب الله منظمة إرهابية منذ عام 1997، فإن فرنسا تقول إن جناحها المنتخب له دور سياسي مشروع.
وقال سيلز إن المواد الكيميائية جرى تهريبها إلى أوروبا في عبوات للإسعافات الأولية، وإن من المحتمل وجودها في إسبانيا واليونان وإيطاليا. وقالت أنييس فون دير مول “ستفرض السلطات الفرنسية أشد العقوبات على أي أنشطة غير قانونية تمارسها أي جماعة أجنبية على أراضينا”.
وتقود فرنسا جهودا لوضع لبنان على مسار جديد بعد عقود من الفساد الذي أفضى إلى أعمق أزمة في البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وتصنف ألمانيا وبريطانيا، حليفتا باريس، الجماعة منظمة إرهابية أيضا لكن مسؤولين فرنسيين يقولون إن نبذ الجماعة سيجعل حل الأزمة مستحيلا.
المصدر: الدار– رويترز