الرياضة

ميسي في المغرب.. ممنوع اللمس

الدار/ صلاح الكومري

تعيش جامعة الكرة حالة طوارئ، واستنفار أيضا، لا حديث بين جدرانها إلا عن ظروف تأمين حضور "العفريت" ميسي إلى طنجة، ولما لا تخصيص حراسة مشددة وتغطية أمنية استثنائية لسيادته غير الموقرة، حتى إن اقتضى الأمر الاستعانة بقوات حفظ السلام الدولية.

يفكر لقجع في إصدار بيان حقيقة أو بلاغ "عاجل جدا" للجماهير المغربية العاشقة لميسي، تحت عنوان لا تقربوه وأنتم سكارى بعشقه، قال لبعض المقربين منه، إن هذا "العفريت" ممنوع من اللمس، أو حتى الاقتراب منه، ويجب أن نحصّنه بقوى خارقة للعادة. يا أيها الملأ، أفتوني في ما أنا فاعل، فرد عليه أحد مستشاريه، يا سيدي الرئيس، لقد اخترق هذا العفريت كل الحصون والدفاعات الدولية، فكيف لنا بتحصينه، والله لو اجتمعت الإنس والجن على أن يوقفوه أو يحاصروه لما فلحوا.

يروى، والعهدة على الراوي، أن الاتحاد الأرجنتيني، حذر جامعة الكرة من تعرض ميسي لإصابة أمام المنتخب المغربي، فقدمه اليسرى، التي لم يكتمل نموها، تعادل ميزانية دول في طور النمو.

أبلغ لقجع بعض لاعبي المنتخب بالقضية، قال لهم اجتنبوه لعلكم تفلحون، وحين سألوه عن السبب، نطق العجب، قال إن الأرجنتين وقعت مع المغرب معاهدة سلام دولية حول هذا "الفلتة" الزمانية، صادقت عليها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مفادها أن نعيد لهم أمانتهم، سالمة، آمنة، لا تشوبها شائبة، بل وغانمة بما تيسير من ملايين ودنانير.

حذر لقجع مقربيه وحاشيته من عدم احترام اتفاقية السلام "الميساوية" مع الشقيقة الأرجنتين، ونحن المسالمين في غنى عن توتر عابر للقارات مع حفدة تشي غيفارا وراقصي "التانغو"، ومن غير المستبعد أن يلقي خطبة لعشاق هذا "العفريت" يحذرهم بالويل والثبور لمن يتجرأ أو يفكر في أن يسرق منه صورة "سيلفي" عن سبق إصرار وترصد.

ميسي الذي تصل مداخيله السنوية لأزيد من 100 مليون أورو، لا يعلم الضجة المثارة حوله في المغرب وحالة الاستنفار بسبب مبلغ 500 ألف أورو سيذهب لحساب اتحاد بلاده. لا شك أنه لو علم كل هذا اللغط، لاقترح على مسؤولي بلاده أن يمنحهم ضعف المبلغ إياه لكي يعفوه من هرج ومرج "فيسبوكي"، تخصص مغربي بامتياز.

حين زار ميسي المغرب، أول مرة، في إحدى الليالي الصيفية سنة 2012، وأكرم الرجاء البيضاوي بثمانية أهداف، مع الرأفة، عُبئت له قوى وطينة رفيعة المستوى لحمايته من أي حالة شرود، وحين دخل أرضية الملعب، اكتشف كثيرون أنه وقع ضحية حالة تسلل فاضحة، في غفلة من القوى الأمنية، إذ أنه دخل ممسكا بيد طفلة شقراء لم تكن سوى بنت وزير "الكراطة" محمد أوزين، وقتها ردد البعض عبارة "حاميها حراميها".

كان الله في عون لاعبي المنتخب الوطني وهم يحاولون إيقاف هذا "العفريت"، فلا طاقة لهم على تحمل "هرباته" و"إنسلالاته" الزئبقية، وهو الذي لا يعرف رحمة أو شفقة فوق المستطيل الأخضر، ومازال في سنه الثاني والثلاثين، كما لو أنه في بداية مساره.

بعض الكتائب والفصائل المتناحرة على "الفايسبوك"، دعوا، أخيرا، إلى مقاطعة مباراة المغرب والأرجنتين، لا يعلمون أن ميسي لو خير بين الحضور إلى المغرب، أو إحراز "هاتريك" في مرمى فريق في القسم الإسباني الرابع، لاختار الخيار الثاني، لهذا حبذا لو عقدت جامعة الكرة دورات تحسيسية تدعو فيها الجماهير المغربية إلى التحلي بالواقعية وضبط النفس الأمارة بالسوء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى