موقف ألمانيا من الصحراء ورفع “خرقة” “البوليساريو” في مبنى بلدية ألمانية يتسبب في أزمة بين الرباط وبرلين
الدار / خاص
رغم أن بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اكتفى بالإشارة الى وجود “سوء الفهم العميق” مع ألمانيا أدى إلى تعليق كل أشكال التواصل مع السفارة الألمانية، الا أن قضية الصحراء المغربية تعد أبرز أوجه هذا الفهم العميق.
فقبل يومين احتفت جبهة البوليساريو برفع “خرقتها” أمام البرلمان الألماني الجهوي في بلدية “ابريمن” بمناسبة الذكرى الـ 45 لإعلان “الجمهورية الوهمية”، علما أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الجبهة الوهمية بذلك، اذ قامت بنفس الأمر سنة 2017 بمناسبة الذكرى الـ 41 لإعلان انشاء الكيان الوهمي.
وقال البرلمان الجهوي في “ابريمن” على صفحته الرسمية بموقع “فايسبوك” : اليوم، البرلمان الجهوي في بريمن يرفع علم الصحراء الغربية. نلفت الانتباه إلى نزاع دام 45 عامًا. يعتبر برلمان بريمن رسميًا راعيًا لمجلس إدارة جمعية الحرية للصحراء الغربية eV. يذكر العلم بأنه قبل 45 عامًا تم إعلان جمهورية الصحراء العربية الديمقراطية (البوليساريو). المغرب لا يزال يطالب بالمنطقة. لطالما دعا الأمم المتحدة إلى إجراء استفتاء”.
وعقب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، خرجت برلين بموقف رسمي منتقد لقرار دونالد ترامب، مبرزة أنه “لم يكن في المستوى المطلوب”، مشيرة الى أن ” قرار واشنطن الداعم لسيادة المغرب على صحرائه “يخالف الشرعية الدولية”.
كما دعت ألمانيا مجلس الأمن الدولي الى عقد اجتماع مغلق بهدف مناقشة قضية الصحراء، وذلك بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء المغربية.
كما أنه في اطار هذا السياق يمكن فهم الرسائل التي حرص وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، على بعثها طيلة الأسابيع التي تلت الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، اذ أكدت في خرجات إعلامية أن “الاتحاد الأوربي عليه أن يخرج من منطق الراحة “الراحة الخاصة به ودعم الدينامية الإيجابية الجارية في الصحراء المغربية”، مؤكدا أن ” الاتحاد عليه أن يخرج من منطق الأستاذ والتلميذ”.
مرد رسائل بوريطة الى الاتحاد الأوربي، هو موقف اسبانيا التي انتقدت عبر وزارة الخارجية الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، معتبرة أنه “لا مجال للانفراد” في هذه القضية، وأنها ستسعى إلى التعددية عن طريق مفاوضات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن لتغيير الموقف الأمريكي.
وأشارت الخارجية الاسبانية الى أن حل النزاع الإقليمي لا يعتمد على إرادة دولة واحدة مهما كان حجمها، وأن الحل هو بيد الأمم المتحدة”، وهو ذات الموقف الذي تبنته ألمانيا التي أكدت أن ” قرار واشنطن الداعم لسيادة المغرب على صحرائه “يخالف الشرعية الدولية”.