سول تعلن التوصل لاتفاق مع واشنطن بشأن مساهمتها المالية في نفقات الوجود العسكري الأمريكي
بالتزامن مع بدء المناورات العسكرية المشتركة بين سول وواشنطن، أعلنت كوريا الجنوبية عن التوصل لاتفاق بشأن المساهمة الكورية في تحمل نفقات الوجود العسكري الأمريكي على أراضيها. وكانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد طالبت سول بدفع مبلغ 5 مليارات دولار سنويا لتغطية تكلفة القواعد العسكرية الأمريكية و28500 جندي، لكن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن تعهد بإعادة إحياء تحالفات بلاده مع أصدقائها لمواجهة روسيا والصين وكوريا الشمالية.
أعلنت السلطات الكوريّة الجنوبيّة الاثنين توصّلها والولايات المتّحدة إلى اتّفاق بشأن مساهمة سول الماليّة في الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، وذلك في اليوم الأوّل من المناورات العسكريّة السنويّة المشتركة مع الجنود الأمريكيّين.
وشهدت العلاقة بين سول وواشنطن اللتين يجمعهما تحالف عسكري، اضطرابات كبيرة في السنوات الأخيرة، إذ اتّهم الرئيس الأمريكي السابق الجمهوري دونالد ترامب كوريا الجنوبيّة بعدم المساهمة بشكل كافٍ في الوجود العسكري الأمريكي على أراضيها، مطالبًا إيّاها بمليارات الدولارات.
وينتشر نحو 28500 جندي أمريكي في كوريا الجنوبيّة لحمايتها من هجوم كوري شمالي محتمل.
للمزيد – استعباد الكوريات جنسيا في الحرب العالمية الثانية يشعل فتيل التوتر مجددا بين طوكيو وسول
وطلبت الإدارة الأمريكيّة في بادئ الأمر من كوريا الجنوبيّة دفع 5 مليارات دولار سنويًا. وكان هذا المبلغ أكثر من خمسة أضعاف المبلغ الذي حدّدته الاتّفاقية السابقة التي انتهت صلاحيّتها نهاية عام 2019 والتي بموجبها كانت سول تساهم بمبلغ 920 مليون دولار سنويًّا.
وقالت وزارة الخارجيّة الكوريّة الجنوبيّة إنّ الجانبَين وقّعا اتّفاقًا “مبدئيًا” لم تُحَدّد قيمته. وأضافت في بيان “الحكومة ستحلّ مشكلة استمرّت أكثر من عام، من خلال توقيعها السريع على اتّفاق”. وبعد ذلك، يتوجّب أن تتمّ الموافقة على هذا الاتفاق في الجمعية الوطنيّة الكوريّة الجنوبيّة.
وقالت الوزارة إنّ الطرفين “سيواصلان الآن الخطوات النهائية اللازمة لإبرام وتوقيع الاتفاقية (…) التي ستقوّي تحالفنا ودفاعنا المشترك”.
وتعهّد الرئيس الأمريكي جو بايدن إحياء التحالفات الأمريكيّة التي قوّضها سلفه، وذلك في محاولة منه لمواجهة التحدّيات التي تُمثّلها روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.
ويأتي هذا الإعلان في اليوم الذي بدأت فيه المناورات العسكرية بين البلدين ولكن على نطاق أضيق بسبب جائحة كوفيد-19. وقد تثير هذه التدريبات، وهي التاسعة من نوعها، غضب كوريا الشمالية التي لطالما اعتبرتها بمثابة استعدادات لعملية غزو.
وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية في بيان الأحد إن “التدريب السنوي المقبل (…) طبيعته دفاعية بحتة”.
وتأتي التدريبات في الأشهر الأولى للإدارة الأمريكية الجديدة وفي وقت بلغت المحادثات النووية بين بيونغ يانغ وواشنطن طريقا مسدودا.
ويقول خبراء إن كوريا الشمالية قد تستخدم التدريبات العسكرية ذريعة لاثارة استفزازات جديدة ضد واشنطن في وقت تسعى إلى اختبار إدارة بايدن.
وانخرط الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون وترامب في سجال وتبادلا التهديدات، قبل أن يطغى الدفء على علاقتهما ليعقدا قمما استقطبت اهتماما كبيرا ويعرب ترامب عن محبته لكيم.
ولم ينتج عن الاجتماع التاريخي الأول بين ترامب وكيم في سنغافورة في يونيو 2018 سوى تعهد غامض الصياغة بشأن نزع السلاح النووي، وكانت قمتهما الثانية في فيتنام بعد ثمانية أشهر تهدف إلى البناء على هذا التعهد ولكنها انتهت من دون اتفاق.
المصدر: الدار- أف ب