أخبار الدارسلايدر

التامك في حديث لإذاعة أمريكية: ألمانيا ملاذ الارهابيين و”البوليساريو” تفرخ المتطرفين بدعم من الجزائر

الدار- خاص

استضاف المذيع الأمريكي، باغز باجليارولو ، المعروف ببرنامج “The Joe Pags Show” ، السيد محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الادماج، الذي تطرق بلغة انجليزية سليمة وفصيحة لاستراتيجية المغرب في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، والموقف الألماني الداعم للإرهابي محمد حاجب، وكذا للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.

وقال التامك في مستهل هذه المقابلة الصحفية انه ” يحب الشعب الأمريكي، وبأنه يعلم بأن الأمريكيين يحبون المملكة المغربية”، مشيرا الى أن ” علاقة الأمريكيين بالمغرب تمتد الى سنوات ماضية، حيث استقر العديد منهم في بنجرير والقنيطرة ومناطق مغربية أخرى بعد الحرب العالمية الثانية”.

وأضاف السيد التامك في ذات الحوار أن ” المغاربة يشعرون بالحرية لأننا نعيش في ظل نظام ملكي منذ أزيد من 12 قرنا، وتحت حكم الدولة العلوية طيلة أربعة قرون”، مشددا على أن ” المغاربة قاطبة يعتبرون الأسرة العلوية ركيزة موحدة للمغرب والمغاربة”.

وأبرز السيد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن ” المملكة المغربية تعتمد إسلاما وسطيا يرتكز على القرآن والسنة، والمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، وهو ما يتيح نوعا من المرونة والاعتدال في تطبيق الشريعة الإسلامية بالمملكة، ويشكل سدا منيعا أمام نزعات التطرف”.

وأوضح السيد التامك في هذا الصدد، أن ” المذهب المالكي هو الذي منع المغرب من السقوط في براثين التطرف وحركات الإسلام الراديكالي، رغم أن المملكة المغربية عرفت أحداثا إرهابية هزت مدينة الدار البيضاء سنة 2003″، مؤكدا أن ” أيديولوجية التطرف في المغرب تم استيرادها، وليس لها أي علاقة مع المدرسة المغربية الأصيلة في التدين”.

وفي هذا الإطار، سجل السيد محمد صالح التامك أن ” المغرب اعتمد بعد أحداث 16 ماي الإرهابية بالدار البيضاء استراتيجية لمحاربة التطرف والإرهاب، بالاعتماد على مقاربة أمنية استباقية، واصلاح الحقل الديني عبر تكوين 600 ألف من الأئمة والمرشدين والمرشدات لنشر الإسلام الوسطي المعتدل، وانشاء الهيئة العلمية المكلفة بالإفتاء داخل المجلس العلمي الأعلى”.

وأكد ذات المتحدث أن ” جلالة الملك محمد السادس في الدستور المغربي هو رئيس الدولة، وهو الذي يعين رئيس الحكومة، علاوة على أنه أمير المؤمنين، وإليه تؤول الكلمة الأخيرة في كلما يتصل بالشأن الديني في البلاد، مما شكل سدا منيعا أمام تعدد مصادر الفتوى”، مشددا على أنه ” تم أيضا حذف جميع التفسيرات والتأويلات المتطرفة للنص الديني في المناهج الدراسية”.

وأوضح السيد محمد صالح التامك أن ” المغرب أطلق أيضا برنامج “مصالحة” لمكافحة التطرف داخل السجون، والذي رام مصالحة المدانين في قضايا الإرهاب والتطرف مع أنفسهم، ومع النص الديني، ومع المجتمع”، مبرزا أنه تم تنظيم 8 دورات تكوينية منذ إطلاق برنامج مصالحة سنة 2017، وهو ما مكن العديد من المستفيدين من البرنامج من الاستفادة من العفو الملكي السامي”.

من جهة أخرى، أعرب السيد محمد صالح التامك عن أسفه لكون ألمانيا أضحت ملاذاً للإرهابيين مثل المتطرف، محمد حاجب، وداعشيين آخرين، مشيرا إلى أنه من المحزن أن أحد هؤلاء الارهابيين الذي اشتهر بلعب كرة القدم في سوريا برأس أحد ضحايا داعش يعيش بأمان في ألمانيا”، مشيرا الى أن ” أغلب الإرهابيين يطبقون ما يسمى بـ”التقية لبث أفكارهم وخطاباتهم المتطرفة”.

وكشف السيد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الادماج أن “60 في المائة من المدانين في قضايا لها صلة بالتطرف والإرهاب، تم إطلاق سراحهم، مؤكدا على أهمية تفسير الخطاب الديني الوسطي لدعاة التطرف والإرهاب”، مشيرا في هذا الصدد الى أن ” المتابعين في قضايا الإرهاب والتطرف داخل السجون المغربية يستفيدون من متابعة طبية نفسية، وإعادة إدماج سوسيواقتصادي حتى يتمكنوا من الاندماج في المجتمع بعد نهاية مدة محكوميتهم وعقوبتهم الحبسية”.

وعلاقة بموضوع الإرهاب محمد حاجب، أعرب السيد محمد صالح التامك عن أسفه لكون ألمانيا الديمقراطية، لازالت تحتضن محمد حاجب، الى جانب عدد من الإرهابيين، من بينهم متورطين في أحداث 11 شتنبر بالولايات المتحدة الأمريكية”.

ولافت السيد محمد صالح التامك، الانتباه الى أن ” محمد حاجب يروج لخطاب يدعو فيه المغاربة الى قتل أفراد القوات العمومية، وارتكاب أعمال إرهابية، ومع ذلك لازالت السلطات الألمانية مكتوفة الأيدي، ولم تبدي أي رد فعل على دعوات الإرهاب التي يروج لها”.

وقال السيد التامك في هذا الصدد :” أنا أستاذ جامعي سابق، وقمت ببعض الأبحاث، وعثرت على دراسة لمركز أبحاث ألماني اسمه SWP “المركز الألماني للأمن والقضايا الدولية”، الذي أعد دراسة حول بلدان المغرب العربي، وخصوصا حول المغرب، وتونس والجزائر، والتي أكدت على أنه يجب علينا الاستمرار في تطوير المغرب”، مبرزا أن ” ألمانيا عارضت الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، حيث دعت مجلس الأمن الدولي الى عقد جلسة للنظر في القرار الأمريكي حول الصحراء المغربية”.

وتساءل السيد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج حول أسباب “العداء” الألماني للمغرب”، ولوحدته الترابية، خصوصا وأن برلين لا تشترك الحدود مع المملكة المغربية، كما ليس لها تاريخ مشترك مع المغرب”. وأردف السيد التامك قائلا :” لكن أفهم الآن لماذا ألمانيا تستعمل محمد حاجب ضد المغرب !

وبخصوص الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، قال السيد محمد صالح التامك : ما قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصالح المغرب والمغاربة، بمن فيهم الصحراويين، وأنا من الصحراء، لن ينسى، حيث كان أكثر الرؤساء الأمريكيين فهما لنزاع الصحراء المغربية. وحينما يركز المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، على حالة صحفيين مغربيين داخل السجن، وتناسى ما يحدث في أفغانستان. أعتقد أن هناك أشياء لا تسير على مايرام”.

وتابع السيد محمد صالح التامك:” لقد التقيت الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن حينما كنت طالبا في جامعة “دالويير” خلال سنوات التسعينات، وبايدن كان آنذاك مرشحا للكونغرس الأمريكي، وقد بعثت له، مؤخرا، رسالة أقدم له فيها لمحة حول نزاع الصحراء المغربية، وتحديدا ما وقع في الكركرات، وحذرته من وجود متطرفين في صفوف جبهة البوليساريو، والذين توظفهم الجزائر”.

وخلص السيد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج قائلا “: ما يحدث في هذه المنطقة لا يبشر بخير، والعالم تابع ما حدث في أفغانستان، وأعتقد أن جميع المؤمنين بالديمقراطية ودولة القانون لا يمكنهم قبول مثل هذه الأشياء”.

زر الذهاب إلى الأعلى