الدار/ هيام بحراوي
لم تدم فترة الهدوء التي سجلت في قطاع النقل طويلا، فالزيادات المتتابعة في أسعار “الغازوال” و نتائج المساعدة التي أعلنتها الحكومة للتخفيف من أثار هذا الإرتفاع أصبحت في نظر المهنيين بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس.
فالنقابات المهنية في مختلف المدن، خرجت ببيانات شديدة اللهجة، تصف الوضع الذي تعيشه بـ “المأساوي” وتهدد بشل قطاع النقل بتنفيذ إضرابات عمالية “غير مسبوقة” واصفة ما يقع بـ “العبث”.
فسعر “الغازوال” وصل في بعض المدن لـ 15 درهما فضلا زيادة عن أن المساعدة وحسب ما صرح به المهنيين لم تستفد منها غالبية السائقين الأمر الذي أثار استياء وتذمر المهنيين الذين على وشك إعلان التوقف التام عن العمل.
الركاني محمد، مسؤول بالكونفدرالية الوطنية للشغل، قطاع النقل الطرقي، وصف ما يحدث بـ “الانتكاسة” التي تهدد القطاع بالشلل، موضحا في تصريح لموقع “الدار”، أنه بمجرد إعلان الدعم المخصص لمهنيي النقل، بادر العديد منهم بالتسجيل في الموقع الذي وضعته الوزارة رهن إشارتهم ليفاجئوا بأنهم محرومين من الحصول على الدعم لعدم توفرهم على رخص الاستغلال.
وأكد المتحدث، أن حالة من الغليان تسود أوساط النقابات العمالية، التي تنتظر أجوبة الحكومة، على مراسلاتها، قبل اتخاد أي خطوة أوشكل احتجاجي .
وأشار أن الاحتجاج على هذا الوضع، بدأ في مدن طنجة وأكادير وأنهم في العاصمة الاقتصادية، ينتظرون قرار النقابات الخماسية.
ونبه الركاني، أن عددا من السائقين، دخلوا هذا الأسبوع للمنصة الموضوعة رهن إشارتهم، من أجل إدخال المعلومات الخاصة بهم، فوجدو الموقع مقفلا في وجههم، وهو ما عمق حالة الاحتقان التي يقول زاد من وطأتها استفادة المستغلين الذين لم يتقاسموا أموال الدعم مع السائقين .
وأكد أن القليل من المهنيين هم من تلقوا هذه المساعدة حتى الآن ، ولا يزال عدد كبير منهم يحاول التسجيل.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه النقابات المهنية للنقل في جهة طنجة-تطوان ، أنها ستعلق أنشطتها اعتبارا من يوم أمس الأربعاء حتى تلبية مطالبهم، نجد أن النقابات في المدن الأكثر كثافة سكانية كالدار البيضاء والرباط لا زالت لم تعلن عن أي خطوة احتجاجية ، فقط لغة التهديد والوعيد هي السائدة.
وقد تجسد ذلك من خلال الأمانة العامة للجان العمالية المغربية بمختلف قطاعاتها (النقل الطرقي للبضائع والنقل الطرقي للمسافرين، وسيارة الأجرة، بالإضافة إلى قطاع مدارس تعليم السياقة) التي هددت أمس الأربعاء بخوض إضرابات وطنية للتنفيس عن “الإحتقان” السائد.
من جهتها أعلنت الجامعة الوطنية للنقل المتعدد الوسائط بالمغرب، الأربعاء، تعليق الإضراب الذي كانت تنوي خوضه اليوم الخميس، للاحتجاج على ارتفاع أسعار المحروقات، عقب تعهد حكومي بمعالجة المشكلة.
وقالت الجامعة في بيان لها توصل موقع “الدار” بنسخة منه “إن تعليق الإضراب جاء بعد تدخل رئيس الاتحاد العام لمقاولات من أجل تقريب وجهات النظر بين المهنيين ووزارة النقل واللوجستيك المغربية“.
وبحسب البلاغ فقد “التزم رئيس الاتحاد العام لمقاولات في اجتماع مع مهنيي النقل بإعداد مشروع قانون مقايسة تعريفة النقل ، وإحالته على البرلمان في أقرب الآجال للمصادقة عليه” .
وزارة النقل واللوجستيك، أيضا تدخلت لتهدئة الاحتقان، ببرمجة اجتماع مع الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ومؤسسات التمويل لإيجاد “حلول عملية لمشكلة سداد الأقساط المترتبة عن قروض التمويل الإجباري للمنقولات“.
وأكدت الوزارة في بيان لها أنها ” ستعمل على إعداد مشروع قانون يتعلق بمقايسة أثمنة النقل الطرقي وأسعار المحروقات وعرضه على مساطر المصادقة، عقب لقاء جمع الوزير بمهنيي القطاع“.