كما جرت العادة على ذلك، خلال الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، يتوجه العديد من البيضاويين ممن اختاروا قضاء عيد الفطر خارج الدار البيضاء، إلى المحطة الطرقية أولاد زيان لحجز تذاكرهم. وعلى الرغم من الحركة المحتشمة نسبيا هذه السنة، يتشبث مهنيو النقل بالأمل في تغيير هذا السيناريو غير الاعتيادي، في انتظار انتعاشة تنسيهم سنتين من الركود.
وحسب مهنيين في القطاع، منهم على الخصوص سائقو الحافلات والوسطاء، فإنه رغم الإقبال الضعيف على التذاكر إلى حدود الساعة، إلا أنه يمكن استشعار انتعاشة نسبية بعد فترة أزمة استمرت سنتين بسبب الجائحة المرتبطة بفيروس كورونا.
وبالنسبة لحميد سائق حافلة تربط الدار البيضاء وطنجة، فإن الطلب لم يصل إلى المستويات التي كان يتم تسجيلها قبل 2020، معربا عن أمله في أن يشهد الإقبال على التذاكر انتعاشا خلال اليومين المقبلين.
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الانخفاض في الطلب يرجع بشكل أساسي إلى الوضع الاقتصادي للبعض وخيارات فئات أخرى تفضل السفر لاحقا، خاصة خلال عيد الأضحى، مبرزا أن تكلفة الوقود تزيد من هموم مهنيي النقل.
للا حادة، جاءت للمحطة الطرقية ولاد زيان لحجز تذكرتها نحو شيشاوة، حيث أكدت هذه السيدة الخمسينية المنحدرة من سباتة حرصها على قضاء كافة الأعياد الدينية مع ابنها وأبناء إخوتها الذين يعيشون في شيشاوة.
وتتذكر للا حادة السنوات الماضية التي كانت تشهد خلالها محطة أولاد زيان حركة كثيفة، وكانت تستقبل عددا كبيرا من المسافرين الذين يتسابقون إلى حجز تذاكرهم نحو مختلف الوجهات، مبرزة أن الحياة تعود إلى طبيعتها شيئا فشيئا بعد سنتين من الجائحة، مستبشرة بغد أفضل.
غير بعيد، يتوجه عمر نحو إحدى الشبابيك للاستفسار عن مواعيد مغادرة الحافلات المتوجهة نحو لفقيه بن صالح.
وقال هذا الأب لطفلين، “لقد قررت أنا وزوجتي قضاء عيد الفطر مع عائلتنا، سنغادر ليلة العيد، وهي عادة نحرص على الحفاظ عليها، ونتمنى أن يفعل أطفالنا الشيء نفسه”.
وهكذا ورغم الإقبال المحتشم نسبيا على شراء التذاكر إلى حدود الساعة، ما يزال مهنيو النقل ينتظرون انتعاشة أكبر خلال اليومين المقبلين، آملين في أن تستعيد محطة ولاد زيان حركتها الدؤوبة ونشاطها المعتاد خلال هذه المناسبات.
المصدر: الدار-وم ع