المبعوث الأممي الى الصحراء يلتقي ميليشيات “البوليساريو” تزامنا مع انتصارات المغرب الدبلوماسية في قضية الصحراء المغربية
الدار- تحليل
من المنتظر أن يلتقي المبعوث الشخصي للأمين العام الخاص بالصحراء، ستيفان دي ميستورا، مسؤولين في جبهة “البوليساريو” الانفصالية بتندوف الجزائرية، وفقا لما أكدته الناطقة باسم منظمة الأمم المتحدة، اري كانيكو، اليوم الجمعة.
زيارة تأتي، بحسب المسؤولة الأممية، في إطار سلسلة من الزيارات للقاء كل الأطراف في المنطقة، مؤكدة بأن ” دي مستورا يتطلع المبعوث إلى تعميق المشاورات مع كل الأطراف المعنية، في محاولة للتقدم بشكل بناء على المسار السياسي”، مشيرة ضمن التصريح نفسه، إلى أن “زيارات إقليمية أخرى ستعلن في الوقت المناسب”، وفق تعبيرها.
ويأتي لقاء دي ميستورا بمسؤولين عن الكيان الانفصالي، في وقت تراكم فيه الجبهة نكسات متتالية بعد تهاوي أطروحاتها الانفصالية، وأطروحات داعمها، وحاضنها الرئيسي، النظام العسكري الجزائري، في حين يواصل مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية كسب المزيد من التأييد الأممي باعتباره المبادرة الوحيدة المطروحة على الطاولة، في ظل غياب أي انخراط جدي من طرف الجزائر والبوليساريو في الجهود والمساعي الدولية الرامية إلى طي ملف النزاع.
كما أن زيارة المسؤول الأممي الى تندوف، تأتي كذلك في ظل المواقف الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي الصادرة من دول وازنة ومؤثرة في تعاطي مجمل المجتمع الدولي، كان آخرها إسبانيا التي تحظى مواقفها بأهمية بالغة، كونها المستعمر السابق للصحراء، فضلا عن فرنسا وألمانيا، إضافة الى زخم “دبلوماسية القنصليات” التي تعرف كبرى حواضر الصحراء المغربية، التي أضحت قبلة لعدد من البلدان الافريقية والعربية الشقيقة.
على المستوى الميداني، يكرس المغرب تفوقه من خلال نجاحه في تأمين كافة المواقع الاستراتيجية بالصحراء، بما في ذلك المناطق العازلة التي بات يؤمنها جويا، في مقابل الانتكاسات السياسية والميدانية التي تمنى بها البوليساريو، والنظام العسكري الجزائري.
أما تندوف التي سيزورها دي ميستورا، فتعيش كعادتها أوضاع إنسانية مهينة، و حالة عارمة من السخط والامتعاض الشعبي، نتيجة الترهل التنظيمي والفوضى الأمنية التي تتخبط فيها الجبهة الانفصالية، والتي تنعكس في شكل صدامات ذات طابع قبلي وفي تغول مهول لعصابات التهريب والجريمة المنظمة.
زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء، لمخيمات الذل والعار بتندوف، تأتي في سياق ينهج فيه المغرب دبلوماسية “واقعية” رسم خطوطها جلالة الملك محمد السادس، والقائمة على “الانتقال من التدبير الى التغيير”، من خلال اعتبار ” ملف الصحراء النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”، كما شدد على ذلك الجالس على العرش في خطاب الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب.
هذه الدبلوماسية “الواقعية” تتمثل أيضا، في كون المغرب لم يعد يقبل بالمواقف المزدوجة، والحربائية في قضية الصحراء المغربية، بل يشترط على البلدان الشريكة والصديقة، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل، والغموض.
وكان ستافان دي ميستورا، قد زار المغرب في أوائل يوليوز المنصرم، حيث التقى بناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بحضور السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، اذ جدد الوفد المغربي للمسؤول الأممي التزام الرباط بالمسار السياسي للموائد المستديرة، وفقا للقرار 2602 الذي يدعو إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم قائم على التوافق للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، حسب بيان سابق لوزارة الخارجية.