سلايدرمال وأعمال

هذه أهم المشاريع الكبرى في المغرب التي ستغير ملامح الاقتصاد المغربي

الدار/ خاص

 

إذا كان الاقتصاد هو المحرك الأول لكل التغيرات السياسية والاجتماعية، فإن المغرب يشهد ثورة وقفزة عملاقة في عدد من المشاريع الاقتصادية التي ستغير وتزين ملامح الاقتصاد المغربي،  مشاريع كثيرة تشهدها البلاد، استهدفت البر والبحر.

برج محمد السادس

وهو أول مشروع يمكن الحديث عنه في هذا المجال ، مشروع  “برج محمد السادس”بمارينا وادي أبي رقراق الذي يفصل مدينة سلا عن العاصمة الرباط، حيث يتم حاليا تركيب الألواح الزجاجية للبرج، على أساس أن يكون البرج  جاهزا عام 2023 .و يتألف برج محمد السادس بالرباط من 55 طابقا، ليصنف بذلك كأعلى برج  في إفريقيا، إذ يبلغ ارتفاعه 250 مترا وعرضه 35 مترا، وستتولى تشييده مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية.

 وقد أطلق المغرب، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، مجموعة من الأوراش والمشاريع الكبرى، من المنتظر أن تشهدها السنوات المقبلة، والتي ستكون محطة انطلاق جديدة لمستقبل أفضل.

القطب المالي بالدار البيضاء

 مشروع القطب المالي بمدينة الدار البيضاء الذي سيغير معالم وملامح هذه المدينة، ليحولها لمدينة ذكية تستقطب الاستثمارات من مختلف دول العالم، حيث يعتبر القطب المالي للدار البيضاء مركزا اقتصاديا وماليا إفريقيا يوجد في مفترق القارات.

ويعد كأول مركز مالي في إفريقيا وشريكا لأكبر المراكز المالية الدولية، حيث استطاع جلب مجموعة قوية من الأعضاء الفاعلين من مقاولات مالية، والمقرات الإقليمية لشركات متعددة الجنسيات، ومقدمي الخدمات والشركات القابضة.

المدينة الصناعية “طنجة تيك”

لقد عرفت سنة 2022 أشغال بناء المدينة الصناعية محمد السادس (طنجة تيك) بشراكة مع جمهورية الصين الشعبية، ويهم مشروع “مدينة محمد السادس طنجة – تيك” إنجاز مدينة صناعية مستدامة، مندمجة وذكية، بهدف بث دينامية جديدة في الأنشطة الاقتصادية للمملكة وترسيخ مكانتها أكثر في الفضاء الأورو متوسطي.

ويشمل المشروع، المتواجد بجماعتي العوامة وسبت الزينات بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، والممتد على مساحة إجمالية تبلغ 2167 هكتارا، منطقة للتسريع الصناعي تبلغ مساحتها الإجمالية 947 هكتارا، كما يضم المشروع مدينة ذكية تبلغ مساحتها الإجمالية 1220 هكتار، تشمل مناطق للخدمات ومجمعات سكنية وسياحية وترفيهية، علاوة على كافة المرافق العمومية اللازمة لضمان حسن تدبير شؤون المدينة.

وتم في 2022 إطلاق شراكات مالية وتجارية كبيرة مع بريطانيا، إضافة إلى مشاريع ومصانع كبرى بالأقاليم الجنوبية للمملكة، خاصة بالعيون والداخلة من طرف بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ودول خليجية.

كما أن المغرب في سنة 2030 سيتوفر على 4 موانئ ضخمة هي ميناء طنجة المتوسط و ميناء الناظور و ميناء الداخلة وميناء الدار البيضاء مع إمكانية توسعة ميناء طنجة مرة أخرى وزيادة ميناء كبير آخر في أكادير.و كذاك سيتعزز المغرب بموانئ متوسطة مثل ميناء القنيطرة و ميناء الجرف الأصفر الطاقي و ميناء آسفي مع إمكانية بناء ميناء متوسط آخر في العيون…

مشاريع النجاعة الطاقية

 من المشاريع المهمة التي يعول عليها المغرب  بلورة مشروع الاستراتيجية الوطنية للنجاعة الطاقية في أفق 2030، ونظرا لأهمية مكامن النجاعة الطاقية والاهتمام المتزايد للأطراف المعنية، قام المغرب ببلورة رؤية استراتيجية خاصة بالنجاعة الطاقية، في إطار حوار وطني تشاركي وشامل. وقد شارك في هذا الحوار جميع الفاعلين المعنيين، ولا سيما القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية والجهات والجماعات الترابية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والنقابات المهنية القطاعية المعنية.

ومحاور الرؤية الجديدة في مجال النجاعة الطاقية احترام المشاريع الاستثمارية الجديدة لمبادئ النجاعة الطاقية (تعميم دراسات التأثير الطاقي؛ تعزيز مراقبة برامج النجاعة الطاقية؛ الإدماج التدريجي لإلزامية احترام النجاعة الطاقية؛ تشجيع إستعمال التجهيزات والمعدات الأقل استهلاكا للطاقة. تعزيز ترسانة المعايير والمواصفات المتعلقة بأنظمة النجاعة الطاقية والطاقات المتجددة).

وتسـتهدف الاستراتيجية الوطنيــة للنجاعــة الطاقيــة، أربعــة قطاعــات مســتهلكة للطاقــة، وهــي النقــل الــذي يمثــل حوالــي 38% مــن الاســتهلاك النهائــي للطاقــة والبنــاء (33%) والصناعــة (21%) % والفلاحــة والإنــارة العموميــة (8 %).

من بين المشاريع أيضا تخطيط المغرب لإنتاج الغاز من حقل بحري في 2024، حيث تمت برمجة انطلاق إنتاج الغاز في عام 2024 في منطقة التنقيب البحرية ليكسوس الواقعة بالعرائش في المحيط الأطلسي، والغاز المستكشف، حسب ما صرح به، سيوجه لإنتاج الكهرباء عبر تغذية محطات القنيطرة والمحمدية وتاهدارت، ومختلف الصناعات في منطقة القنيطرة (شمال).

وفي مجال الطاقة دائما ، تراهن الحكومة على تشغيل مجموعة من المركبات الريحية، سنة 2023، للرفع من القدرة الإنتاجية للمملكة، تماشيا مع طموح المغرب، الذي يود أن يرسخ نفسه كمنصة انطلاقة في مجال الطاقات المتجددة في المغرب العربي. وورد بمشروع قانون المالية لسنة 2023، الذي عرض يوم أمس الخميس 20 أكتوبر بالبرلمان، أنه سيتم إطلاق أشغال إنجاز مشروع المركب الريحي لجبل الحديد بقدرة تبلغ 270 ميغاوات وتسكراد (100 ميغاوات) في إطار البرنامج الريحي المندمج (850 ميغاوات).

الطريق السريع تزنيت الداخلة

وفي الجانب المتعلق بالبنية التحتية، يعد طريق السريع تزنيت الداخلة، هو واحد من بين المشاريع الرائدة الذي يندرج في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية .

والمشروع يروم هيكلة الطريق الوطنية رقم 1 على طول 1055 كيلومترا، بكلفة إجمالية تناهز 10 مليارات درهم. وقد تجاوزت نسبة تقدم أشغال انجازه حتى الآن 70 في المائة.

وحسب معطيات وزارة التجهيز والماء فإن هذا المشروع المهيكل يهدف إلى تزويد الأقاليم الجنوبية للمملكة بمحور طرقي يتصف بأعلى المعايير الدولية ودرجة عالية من السلامة.

كما تهدف هذه الطريق إلى تقليص مدة التنقل، وتجنب الانقطاعات على مستوى الطرق بسبب الفيضانات وزحف الرمال وتسهيل نقل البضائع من وإلى مدن الجنوب مع تحسين الربط مع أهم المراكز الوطنية للإنتاج والتوزيع فضلا عن خلق باحات استراحة ومواقف للشاحنات.

كما أن الطريق السريع سيجعل المنطقة “قبلة للاستثمارات، وسيسهل على مجموعة من الشركات إنشاء فروع اقليمية لها بالمنطقة،  لأن الطريق سيسهل عملية تنقل البضائع والأشخاص“.

إنجاز أكبر سد في المغرب 

ومن بين المشاريع التي عرفتها مناطق الجنوب مشروع إنجاز أكبر سد في المغرب  وهو سد “فاصك” بإقليم كلميم، الذي سيشيد بكلفة 150 مليار سنتيم، وبسعة 80 مليون متر مكعب.

و سيساهم سد “فاصك” في حماية كلميم من الفيضانات وسقي نحو 20.000 هكتار من الأراضي الفلاحية المجاورة لمحيط السد. كما ستكون له  تأثيرات إيجابية على السكان وعلى القطاع الفلاحي في ظل الظروف المناخية القاسية التي تعيشها هذه الجهة بسبب قلة التساقطات المطرية ونضوب الفرشة المائية.

وسيتحول هذا السد إلى معلمة سياحية مهمة بالنسبة للمنطقة والجهة برمتها، باعتباره أحد الأوراش المائية الكبرى بالمغرب التي تدخل في إطار تنفيذ النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة.

المشروع الكبير لتحلية المياه بالدار البيضاء

ولمواجهة الجفاف ومشاكل المياه، سيتم عدة مشاريع في هذا المجال من أبرزها  إطلاق المشروع الكبير لتحلية المياه بالدار البيضاء بـ300 مليون متر مكعب.

و تأتي تحلية مياه البحر التي يرتقب أن تعزز العديد من إستراتيجيات لوقف شبح الجفاف، خصوصا في الحواضر الساحلية والمناطق الفلاحية القريبة من الواجهات البحرية.

ويعتمد المغرب على التحلية في أكادير والحسيمة، كما تمت برمجة دراسات جدوى في أفق سنة 2027 في جهة الدار البيضاء سطات و وتم إطلاق طلب إبداء الاهتمام في السنة الماضية وآخر قيد الإنجاز بكل من مدن أسفي والداخلة، وسيدي إفني، وطرفاية والجهة الشرقية.

وعبر وزير التجهيز والماء، نزار بركة، عن كون الإمكانية الوحيدة المتوفرة للمغرب لمواجهة نقص الإمكانيات المائية في المستقبل هي التركيز على تحلية مياه البحر، وهو ما يفتح الباب أمام مزيد من الاستثمارات في هذا الباب.

والذي سيتم من خلاله ربط الدار البيضاء الشمالية بالدار البيضاء الجنوبية، وهو ما سيساهم في تقليص الضغط على سد المسيرة، إلى جانب استعمال سد سيدي محمد بن عبد الله بالنسبة لحوض أبي رقراق، وبهذه الكيفية، مسجلا ضمن حوار له مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “سيتم تخفيف الضغط على الدار البيضاء بالنسبة للماء”.

“تي جي في” مراكش أكادير

بعد نجاح تجربة القطار “تي جي في” الرابط بين طنجة والدار البيضاء، الذي تم افتتاحه نهاية سنة 2018، المغرب يسعى إلى توسيع شبكة القطارات فائقة السرعة و يهدف في وقت أول إلى إنشاء خط يربط بين الدار البيضاء و أكادير و يمر عبر مراكش أي ما مجموعه 1300 كيلومتر من الخطوط الجديدة،و الحكومة تولي اهتماما كبيرا لمشروع القطار السريع “مراكش-أكادير”، على اعتبار أنه مخطط ضخم سيعزز التكامل الجهوي وسيدفع عجلة الاقتصاد ، كما أن الملك محمد السادس كان قد دعا في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، إلى “إخراج مشروع الربط السككي بين مراكش وأكادير، إلى حيز الوجود، باعتباره ركيزة أساسية في تنمية جهة سوس ماسة، في انتظار توسيعه إلى باقي الجهات الجنوبية”، وهو مشروع سيشكل رافعة لخلق العديد من فرص الشغل، ليس فقط في جهة سوس، وإنما أيضا في جميع المناطق المجاورة، كما أن المكتب الوطني للسكك الحديدية وضعه ضمن رؤيته المستقبلة لتوسيع شبكة السكك الحديدية بالمغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى