أخبار الدار

ما الذي يدفع العثماني إلى تبرير مواقفه كثيرا؟

الرباط/ حليمة عامر

باتت الخرجات الإعلامية، الأخيرة، لسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تتخللها تبريرات وتوضيحات عديدة، بشأن قضايا حيوية تشغل الرأي العام المغربي.

قبل توليه رئاسة الحكومة، خلفا لـ"أخيه في الحزب، عبد الإله بنكيران"، عٌرِف على العثماني قلة تصريحاته الإعلامية، وكذا الحديث إلى الصحافة، بالإضافة إلى خجله والابتعاد ما أمكن من بؤر أسئلة الصحافيين، في مناسبات عديدة.

توضيحات عديدة حول خلافاته مع بنعبد الله

بسبب الأزمات العديدة التي اندلعت بين "رفاق" بنعبد الله و "إخوان" العثماني، منذ الخلاف الذي نشب داخل الأغلبية الحكومية، بعد إعفاء شرفات أفيلال، المنتمية لحزب التقدم والاشتراكية من منصبها ككاتبة دولة لدى وزارة التجهيز واانقل والماء واللوجستيك المكلفة بالماء، إلى آخر صراع  انفجر داخل الأغلبية الحكومية، بين حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية، حول منصب رئيس لجنة المالية العامية بمجلس النواب، لم يفوت سعد الدين العثماني، أي مناسبة إعلامية، لتبرير الخلاف بين الحزبين، والتأكيد على التماسك الحكومي.

وآخر اللقاءات التي جمعت بين الغنيمين، نبيل بنعد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية،  وسعد الدين العثماني، عقدت يوم الجمعة الماضية، حيث اغتنم العثماني الفرصة، ليؤكد على "أنه لا خلافات بين "المصباح" و"الكتاب"، مشدّدا في الوقت نفسه، على استمرار التوافق بين الحزبين في الكثير من المواقف.

العثماني يقدم تبريرات للمشككين في  كفاءته

دائرة التبريرات والتوضيحات، لم تتوقف عند هذا الحد، بل اتسعت لتشمل المشككين في قدراته كرئيس للحكومة على اتخاد قرارات مستقلة، وحل الأزمات الاجتماعية، خاصة بعد تكليفه لعبد الوافي الفتيت، وزير الداخلية، من أجل الإشراف ومواصلة جولات الحوار الاجتماعي مع المركزيات النقابية بعد أشهر من التعثر.

وحرص العثماني خلال لقاء نظمه حزبه، أخيرا، بالرباط، على التأكيد "أن أي قرار يتخذه، فهو بغية إنجاح المهمات الحكومية، وتحقيق نتائج إيجابية، وتجاوز الخلافات التي قد تعرقل التوافق داخل حكومته".

إذن ما الذي يضطر سعد الدين العثماني إلى تبرير مواقفه في كل مناسبة، وتوضيح القرارات التي يتخذها داخل الحكومة؟

وبشأن الموضوع، أجاب رشيد لزرق، الخبير والباحث في الشؤون السياسية والحزبية، أنه: "إذا كان العثماني، حاليا، غير قادر على تسيير شؤون وحل مشاكل حزبه بشكل كامل كأمين عام له، فأين له القدرة على تسيير الأغلبية الحكومية، كرئيس لها".

وقال المتحدث ذاته، إن العثماني يلعب دور رئيس الحكومة بالصفة فقط، على اعتبار أن هذه الاستراتيجية تدخل داخل الجماعة، لعدم تحمله مسؤوليته السياسية في الحكومة"، بالإضافة إلى أنه لم يقدر على تجاوز صورة بنكيران حزبيا".

وبخصوص مسألة تعيين رئيس الحكومة، لفتيت لمواصلة "الحوار الاجتماعي"، قال لزرق:" كان على العثماني، بصفته رئيسا للحكومة قيادة المشاورات مع المركزيات النقابية، باعتباره ممثلا للشرائح الاجتماعية المغربية، والمعين من أجل ذلك".

ومن جهته، أوضح بن يونس المرزوقي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة محمد الأول في وجدة، في تصريح لموقع "الدار"، أنه "يتبين من خلال تصريحات سعد الذين العثماني، أنه، يحاول بلورة مواقفه الصريحة من حزب "التقدم والإشتراكية"، لأن هذا الحزب، سبق، وتحالف مع عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، في ولايته السابقة". يسجل المرزوقي.

واعتبر المرزوقي، أن خطاب  سعد الدين العثماني، يدخل في إطار توضيح مواقفه سواء داخل الحكومة أو حتى على المستوى الداخلي بالنسبة إلى حزبه "العدالة والتنمية"، مضيفا: "يجب أن يكون له موقف واضح من التحالفات السابقة".

وأشار المتحدث ذاته إلى أنه "إذا كان تحالف حزب "العدالة والتنمية" وحزب "التقدم والاشتراكية" في الولاية السابقة، قد أدى دوره وخلص إلى تعميق العلاقة ما بين هذين الحزبين، فإن المرحلة الحالية، والتطورات التي تعرفها تبين على أنه بالنسبة لرئيس الحكومة، لم يعد لذلك التحالف من أهمية"، موضحا أن "المسألة طبيعية، أن يحاول العثماني التقليل أو التقليص من أهمية هذا التحالف، بدليل أنه كان من الممكن أن يتم، على الأقل، التفاهم حول منصب رئيس لجنة المالية العامة بمجلس النواب، ولكن ذلك لم يقع، ولم يتنازل حزب "العدالة والتنمية "عن المنصب لأعضاء  حزب التقدم والإشتراكية".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى