الدين والحياة

مؤسسات دينية: مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة

الدار/ المحجوب داسع

مع انطلاق إعادة هيكلة الحقل الديني في المملكة عقب الأحداث الإرهابية التي هزت الدار البيضاء، تمت هيكلة عدد من المؤسسات الدينية، وتحيين اختصاصاتها مع ما تستوجبه رهانات المرحلة، علاوة على إنشاء أخرى.

وتتوزع هذه المؤسسات كما سنرى، بين المنوط بها مهمة الإفتاء، وترشيد المواطنين في أمورهم الدينية، وبين التي يتمثل دورها في التدبير الإداري. إلى جانب ذلك تعمل أخرى في الجانب المتصل بتكوين العلماء، وتأهيلهم، وتنشيط البحث الأكاديمي في العلوم الإسلامية.

والملاحظ أن مصطلح "التجربة المغربية في تدبير المجال الديني"، غالبا ما يرتبط بهذه المؤسسات الدينية، التي وان كانت مهامها واختصاصاتها تختلف من مؤسسة إلى أخرى، إلا أنها تصب في منبع واحد، تحت مظلة مؤسسة إمارة المؤمنين.

وسنحاول من خلال هذه السلسلة الرمضانية، تقديم خريطة المؤسسات الفاعلة في الحقل الديني في المملكة، واختصاصاتها وهيكلتها، وكذا بعض الانتقادات التي توجها اليها، على أمل أن تتوضح هذه "الخريطة" في أذهان القراء وعامة المواطنين.

توقفنا في الحلقات الماضية مع مؤسسات فاعلة في الحقل الديني، وهي وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، المجلس العلمي الأعلى، المجالس العلمية المحلية، الرابطة المحمدية للعلماء، دار الحديث الحسنية، معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية.

 في هذه الحلقة سنسلط الضوء على إحدى المؤسسات الفاعلة في معادلة تدبير المجال الديني في المملكة،وهي مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.

تم إحداث المؤسسة، التي يترأسها الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، بموجب الظهير الشريف 1.15.75 الصادر في7 رمضان 1436(24 يونيو2015)؛ وبموجب الظهير الشريف 1.16.81 الصادر في 16 رمضان 1437(22 يونيو 2016) تم تحويل مقر المؤسسة إلى مدينة فاس.

ومنذ التأسيس توالى إرساء آليات اشتغالها، ومن ذلك:تعيين رئيسها المنتدب في شخص السيد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشئون الإسلامية؛ تعيين أمينها العام في شخص السيد محمد رفقي؛ تعيين مديرها المالي في شخص السيد ناصر بوسبع؛

تكوين اللجنة الخماسية المنصوص عليها في الظهير للتكوين الأولي للمجلس الأعلى للمؤسسة؛ وقيام هذه اللجنة باختيار أعضاء المجلس الأعلى.

وقد نصت المادة الرابعة من الظهير الشريف 1.15.75  على الأهداف التي تسعى مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة إلى تحقيقها وهي التالية:

-توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين، بكل من المغرب وباقي الدول الإفريقية، للتعريف بقيم الإسلام السمحة ونشرها وترسيخها؛

-القيام بمبادرات في إطار كل ما من شأنه تفعيل قيم الدين السمحة في كل إصلاح تتوقف عليه عملية التنمية في إفريقيا سواء على مستوى القارة أو على صعيد كل بلد؛

-تنشيط الحركة الفكرية والعلمية والثقافية في المجال الإسلامي؛

-توطيد العلاقات التاريخية التي تجمع المغرب وباقي دول إفريقيا والعمل على تطويرها؛

-التشجيع على إقامة المراكز والمؤسسات الدينية والعلمية والثقافية؛

-إحياء التراث الثقافي الإفريقي الإسلامي المشترك من خلال التعريف به ونشره والعمل على  حفظه وصيانته؛

-ربط الصلات وإقامة علاقات التعاون مع الجمعيات والهيئات ذات الاهتمام المشترك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة + ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى