
تعكس سباقات الإبل في موسم طانطان الثقافي ، الجهود المشتركة، بين دولة الإمارات والمملكة المغربية ، للحفاظ على التقاليد العربية الأصيلة، و صون الموروث المشترك، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الانباء الإماراتية اليوم الثلاثاء.
وأضافت الوكالة أن جهود البلدين ،تهدف الى دعم الموروث الثقافي للبدو الرحل وتشجيع ملاك الإبل في المغرب على اقتناء سلالات الإبل الأصيلة، وتوسيع ممارسة الرياضات التراثية واستدامتها بشكل عام، ورياضة سباقات الهجن على وجه الخصوص باعتبارها رياضة عربية أصيلة وعريقة تتناقل من جيل إلى جيل.
وذكر المصدر ذاته أن مضمار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الإبل الذي دشنته دولة الإمارات في إقليم طانطان عام 2017 ،يشكل أيقونة تراثية تعزز الحضور المغربي في سباقات الهجن.
وأشارت الى ان هذا المضمار أسهم في دعم فئة مربي الإبل في الأقاليم الصحراوية بالمملكة المغربية ، كما خلق حراكا اقتصاديا في هذا القطاع، مبرزة مبادرة دولة الإمارات بالإعلان عن مشروع إنشاء المضمار في عام 2016 فيما تم تدشينه في مايو 2017 ليصبح الأول من نوعه على مستوى قارة أفريقيا ، وذلك تجسيدا لعمق العلاقات الأخوية الإماراتية المغربية ، ولدعم أحد أهم الرياضات التراثية التي تتميز بها دولة الإمارات خاصة وأن رياضة الهجن تشهدا تطورا كبيرا على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ويبلغ طول مضمار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الإبل نحو أربعة كيلومترات، وتم تجهيزه بكافة الوسائل الحديثة وفق أعلى المعايير العالمية ، كما يتضمن مقصورة رئيسة للوفود الرسمية وكبار الشخصيات ومدرجات للجمهور تتسع لنحو 1000 شخص.
و نقلت الوكالة عن عمر برديجي، رئيس الإتحاد العام لسباقات الإبل في المغرب قوله ،إن تدشين دولة الإمارات لمضمار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الهجن في إقليم طانطان على هامش مشاركتها في موسم طانطان الثقافي عام 2017 ، أدى إلى إحداث نقلة نوعية في رياضة الهجن بالمناطق الصحراوية المغربية ، كما كانت لهذه المبادرة مردودا اقتصاديا كبير ا على مربي الإبل في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأضاف برديجي انه منذ تدشين المضمار يشهد سنويا نحو 6 سباقات للهجن ، يحرص على المشاركة فيها جميع مربي الإبل في المغرب بالإضافة إلى السباق الرئيسي الذي يتم تنظيمه ضمن فعاليات موسم طانطان، كما يتم تنظيم العديد من الفعاليات التي تستقطب أعداد كبيرة من أهالي الجنوب.
وقال إن مضمار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الهجن في طانطان يشكل أحد العلامات البارزة للعلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين دولة الإمارات والمملكة المغربية وشعبي البلدين الشقيقين ، مشيرا إلى أن تواجد دولة الإمارات في موسم طانطان للدورة السابعة على التوالي عزز من نجاح هذه التظاهرة الثقافية والتراثية الفريدة.
من جانبه أكد محمد بن عاضد المهيري مدير سباقات الهجن التراثية في موسم طانطان الثقافي أن مضمار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الهجن بإقليم طانطان يحتضن منذ إنشائه 6 سباقات تمهيدية للهجن سنويا بالإضافة إلى السباق الختامي.
وقال إنه تزامنا مع إنشاء هذا المضمار ، تم بالتعاون مع المؤسسات المعنية في المغرب تأسيس اتحاد المغرب لسباقات الهجن الذي يضم أعضاء من الأقاليم الجنوبية ، مشيرا إلى أن تواجده أثمر عن وجود اهتمام كبير بسباقات الهجن في المملكة ، كما جسد مدى التقارب في المورث الثقافي والتراثي بين دولة الإمارات والمملكة المغربية.
وأضاف أن تدشين المضمار جاء في إطار العلاقات التاريخية والأخوية المميزة بين البلدين الشقيقين وضمن الجهود المشتركة للحفاظ على التقاليد العربية الأصيلة وصون الموروث المشترك وتطوير سباقات الهجن.
الى ذلك ابرزت وكالة الانباء الإماراتية أن نادي تراث الإمارات ، حرص على المشاركة في موسم طانطان الثقافي ، بهدف تعزيز حضور التراث الإماراتي في مختلف المحافل والمناسبات الدولية .
وأوضحت ان مشاركة النادي تضمنت عرض صناعات تقليدية تراثية تبرز الجهود في حفظ تراث الدولة والتعريف به، حيث تقدم عدد من الأوراش الحية في صناعة الفخار و دلال القهوة بالطرق القديمة التي سادت في مجتمع الإمارات في الماضي، فيما يعرض ركن مركز زايد للدراسات والبحوث مجموعة من إصدارات نادي تراث الإمارات التي تتنوع ما بين التراث والتاريخ والشعر النبطي والكتب المحققة والدراسات والبحوث.
ويتضمن موسم طانطان الثقافي الذي يستمر الى غاية 12 يوليوز الجاري برنامجا ثقافيا غنيا ومتميزا يجمع بين الماضي والحاضر، ويسلط الضوء على التراث الصحراوي العالمي بشكل عام والتراث الصحراوي المغربي على وجه الخصوص.
كما يعد الموسم حدثا عالميا مسجلا في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
المصدر: الدارـ و م ع