الرياضة

الوداد وبركان ضحايا التحكيم.. و”الفار” في قفص الاتهام

الرباط/ صلاح الكومري

عجزت تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار" عن الحكم بالعدل في نهائيي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية، ولم تشفع للاتحاد الإفريقي "كاف"، بإقامة العدالة في أهم مباراتين قاريتين، بل إنها كانت سببا في ظلم فريقا الوداد الرياضي ونهضة بركان، طرفا النهائيين، وبالتالي استمرت  بعض الممارسات التحكيمية "البائدة" كان بطلها، هذه المرة، الحكم المصري جهاد جريشة، والإثيوبي بالاك تيسيما ويسا.

استبشر كثير من المهتمين الرياضيين خيرا بتفعيل هذه التقنية في المنافسات الإفريقية، اعتقدوا أنها كفيلة بتطهير كرة القدم القارية من ممارسات عفا عليها الزمن، وبالتالي منح كل ذي حق حقه، غير أن واقع الحال أثبت أن الآلة، مهما بلغت تقنيتها، ومهما بلغ تطورها، لن تصل، أبدا، دهاء الإنسان وخبثه مكره، ولن تحول دون استمرار حكمه فوق الأرض الخضراء.

لم يسلم فريق الوداد الرياضي من ظلم التحكيم، حتى وهو يلعب بين أهله وناسه وجمهوره في مجمع الأمير مولاي عبد الله، خلال ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا، إذ أن "الفار"، حرمه من هدف قانوني ومشروع حسب السلطة التقديرية والقوانين الوضعية، وحرمه، أيضا، من ضربة جزاء، كانت واضحة وضوح الشمس، رآها العالم كله، إلا "الفار" الموقر، تاركا الحكم جهاد جريشة، أمام فوهة مدفع نيران جماهير الوداد.

بدوره، لم يسلم فريق نهضة من أخطاء التحكيم في وجود "الفار"، وكان سببا في فقدانه لقب كأس الكونفدرالية لصالح الزمالك المصري، إذ أن الحكم الإثيوبي لم يستجب لطلب البركانيين بالعودة للفار للتأكد من اعتداء أحد اللاعبين المصريين على زميلهم، كما تغاضى عن توجيه البطاقة الصفراء الثانية للحارس المصري محمود عبد الرحيم جنش أثناء الضربات الترجيحية.

يقول خبير التحكيم المغربي، محمد الموجه، إن الوداد الرياضي وقع ضحية "الفار" أولا، والحكم جهاد جريشة، ثانيا، مشيرا إلى أن الأخير، لم يستعمل سلطته التقديرية لإقرار هدف صحيح للوداد الرياضي وأيضا للإعلان عن ضربة جزاء، اكتفى بتقنية حكم الفيديو المساعد، وهذا خطأ، فالحكم، يقول المتحدث ذاته، يخول له القانون، استعمال سلطته التقديري في كثير من الحالات، مثل اصطدام الكرة بيد اللاعب في منطقة الجزاء.

ومن مكر الصدف، أن المغرب، في شخص فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هو من طالب باستعمال تقنية "الفار" في نهائي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية، تفاديا لوقوع الوداد بركان ضحايا التحكيم الإفريقي، لكن أحداث النهائيين الأخيرين، أثبتت أن التحكيم البشري، بسلطته التقديرية، قد يكون أحرم من تحكيم آلي لا سلطة له إلا إعادة "جازمة" بالعرض البطيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان + ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى