الرياضةسلايدر

من يحاول الإساءة إلى سمعة المنتخب الوطني المغربي ومدرّبه؟

الدار/ افتتاحية

هل يحتاج المدرّب الوطني وليد الركراكي إلى الدفاع عن نفسه ضد تهم العنصرية والسب والقذف؟ من يعرف هذا الرجل العصامي يدرك جيداً أنه لا يمكن أبداً أن يقع في المحظور ويعامل خصمه بهذا المنطق لأنه إفريقي حتّى النخاع. وليد الركراكي الذي نشأ في كنف أسرة مغربية مهاجرة إلى الضواحي الفرنسية يعرف جيدا معنى العنصرية ويدرك وجهها المقيت ولا يمكن أبدا أن يتورط في إطلاق عبارات أو ألفاظ من هذا القبيل. والمطلوب اليوم هو أن يذهب التحقيق في حادثة اللاعب الكونغولي شانسيل مبيمبا إلى أبعد مدى لإثبات ذلك. الحماس الذي كان يتحدث به هذا اللاعب ولحظات الغضب التي سيطرت عليه هي التي تفسر ما حدث.

لو كان مبيمبا يمتلك فعلا دليلا واحدا على التهمة المزعومة لما تردّد أبدا في إعلان ما سمعه، تصريحه في أعقاب المباراة كان مجرد اتهامات غير مؤسّسة وتلاعباً بالألفاظ ومحاولة يائسة لخلق أجواء تبرر سلوكه العدواني واللّارياضي الذي صدر عنه في أثناء المباراة. لقد قام بحركة لا رياضية شاهدها العالم بأسره، وليغطّي على خطئه لم يجد أسهل من توجيه اتهام مبطّن إلى وليد الركراكي يلمّح فيه ضمنيا إلى أنه تعرّض لمعاملة عنصرية. لعبة مكشوفة ومفضوحة وينبغي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن يعمل على توضيح حقيقتها للحدّ من ظاهرة استسهال توجيه الاتهامات العشوائية وادعاء المظلومية للتغطية على الأخطاء التي يرتكبها البعض.

من العار إذاً اتهام رجل مثل وليد الركراكي بالعنصرية وهذا ما سيثبته بالملموس أيّ تحقيق أو مساءلة سيفتحها الاتحاد الإفريقي في هذا الإطار. لكن هذه الحادثة العابرة أظهرت حقيقة أخرى. هناك من يصطاد في الماء العكر ويبحث عن تشويه سمعة المنتخب الوطني لكرة القدم وعناصره وأطره والإساءة للمشاركة المغربية المتميزة في كأس الأمم الإفريقية التي تدور أطوارها في ساحل العاج. من الواضح أن الصورة المميزة التي صنعها هذا المنتخب خلال منافسات كأس العالم قطر 2022 وترسخت من خلال مجموعة من القيم والرسائل الأخلاقية والإنسانية الرفيعة التي عبّر عنها اللاعبون، تثير غيرة البعض وتجعله يبحث عن تدمير هذا الإنجاز وتلطيخ تلك السمعة.

في عالم الحروب الاجتماعية والنفسية ثمة تهمتان جاهزتان أضحيتا من بين التهم الأكثر فعالية في ميدان الإساءة للآخرين: تهمة التحرش وتهمة العنصرية. إذا أردت أن تدمر سمعة إنسان ما عليك إلا أن تتهمه بالتحرش الجنسي أو العنصرية أو بث الكراهية والحقد، وسرعان ما ستتخلص منه وتزيحه من الواجهة. كم من فنان أو رياضي أو شخصية عامة تعرّضت لهذا النوع من الاتهامات وتعرضت سمعتها للتلويث قبل أن تثبت براءتها بعد زمن؟ لكن في انتظار إثبات هذه البراءة يخسر هؤلاء الكثير من رصيدهم الاجتماعي وشهرتهم وامتيازاتهم الاقتصادية والاجتماعية لا لشيء إلا لأن شخصا عديم الأخلاق قرر أن يوجه إليهم اتهاما باطلا دون مراعاة لتبعات ذلك.

من هذا المنطلق نؤكد أن القاعدة تقول: “البينة على من ادعى واليمين على من أنكر”. على اللاعب الكونغولي مبيمبا أن يقدم الدليل على هذا الاتهام، لا سيما أن كلامه كان مجرد ادعاءات فضفاضة ولم يكن فيه أيّ اتهام واضح وصريح. وإذا كان المدرب وليد الركراكي قد نفى أيّ تصريح من هذ القبيل فإن على أولئك الذين يروّجون اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي الحديث المزعوم عن السلوكيات العنصرية أن يؤكدوا كلامهم ويثبتوه بما يلزم من أدلة وبراهين وحجج. وسيتعين عليهم لاحقا أيضا أن يدفعوا ثمن التهديدات التي يتلقاها وليد الركراكي والإساءات التي طالت أسرته وعائلته.

زر الذهاب إلى الأعلى