أخبار الدارسلايدر

العزوف عن الزواج وارتفاع معدلات الطلاق في المغرب.. ما الذي تغير؟

الدار/ خاص

شهد المغرب في العام الأخير تحولاً ملحوظاً في القيم الاجتماعية والعائلية، حيث ازدادت معدلات العزوف عن الزواج وارتفعت نسبة الطلاق بشكل ملحوظ.

يأتي هذا التغير في وقت يواجه فيه المجتمع تحديات اقتصادية واجتماعية متعددة. يستعرض هذا المقال أبرز الإحصائيات المتعلقة بهذه الظاهرة، محاولاً فهم الأسباب الكامنة وراءها والآثار المترتبة عليها.

وفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن وزارة العدل المغربية، فإن معدلات الطلاق ارتفعت بنسبة 15% مقارنة بالعام السابق. كما أظهرت البيانات أن نسبة الزواج قد انخفضت بنسبة 10% في نفس الفترة. وتوضح الإحصائيات أن الفئة العمرية الأكثر تضرراً من هذه الظاهرة هي بين 25 و35 عاماً، حيث يشكلون حوالي 60% من حالات الطلاق المسجلة.

يعد الجانب الاقتصادي أحد أهم الأسباب التي تدفع الشباب للعزوف عن الزواج. مع ارتفاع تكاليف المعيشة وتزايد معدلات البطالة، يجد العديد من الشباب صعوبة في تحقيق الاستقرار المالي اللازم للزواج وتأسيس عائلة.

التغيرات الاجتماعية والثقافية

شهد المجتمع المغربي تغيرات كبيرة في القيم والعادات الاجتماعية، حيث أصبح الزواج يُنظر إليه على أنه عبء مالي ونفسي بدلاً من كونه خطوة طبيعية في مسار الحياة. كما أن الاستقلالية الفردية وتحقيق الذات أصبحت أهدافاً رئيسية للشباب، ما يقلل من اهتمامهم بالزواج التقليدي.

تزايد الاهتمام بالتعليم العالي والبحث عن فرص عمل مجزية يؤديان إلى تأجيل قرار الزواج. النساء على وجه الخصوص أصبح لديهن طموحات مهنية عالية، ما يجعل الزواج في مرتبة ثانوية ضمن أولوياتهن.

يؤدي ارتفاع معدلات الطلاق إلى زيادة حالات التفكك الأسري، مما يترك آثاراً نفسية واجتماعية سلبية على الأطفال ويزيد من التحديات التي تواجهها الأمهات العازبات.

التغيرات الديموغرافية

يمكن أن تؤدي هذه الظاهرة إلى تغيرات ديموغرافية مهمة، حيث من المتوقع أن ينخفض معدل النمو السكاني على المدى الطويل، مما يضعف من قدرة المجتمع على تحقيق التوازن بين الأجيال.

تؤدي هذه التحولات إلى زيادة الضغوط الاجتماعية والنفسية على الأفراد، حيث يواجه الشباب تحديات في التكيف مع التغيرات السريعة في القيم الاجتماعية والعائلية.

إن تفهم الأسباب الكامنة وراء العزوف عن الزواج وارتفاع معدلات الطلاق يمكن أن يساعد في صياغة سياسات اجتماعية واقتصادية فعالة للتعامل مع هذه الظاهرة. ينبغي على المجتمع والحكومة العمل معاً لتوفير الدعم اللازم للشباب وتسهيل ظروف الزواج، مع تقديم الاستشارات الزوجية والمساعدة النفسية للأسر المتضررة.

زر الذهاب إلى الأعلى