دروز الجولان.. الهوية والانتماء في ظل العلاقة مع إسرائيل
الدار/ خاص
في عمق الهضبة السورية، تعيش مجموعة سكانية تتميز بهويتها الخاصة وارتباطاتها السياسية المعقدة، وهم دروز الجولان. هؤلاء الأشخاص يعيشون تحت سيطرة إسرائيلية منذ عام 1967، حين احتلت إسرائيل هضبة الجولان خلال حرب الأيام الستة. لكن علاقاتهم بإسرائيل، معقدة ولها جوانب متعددة تتجاوز مجرد الاحتلال.
من هم دروز الجولان؟
الدروز هم مجموعة عرقية ودينية تعتنق الدين الدرزي، الذي يشمل جوانب من الإسلام الشيعي والديانات الأخرى. يشكل الدروز في الجولان أقلية، حيث يعتبرون جزءاً من المجتمعات العرقية والدينية التي تقطن في هذه المنطقة الاستراتيجية. تتميز هذه المجموعة بخصوصية ثقافية ودينية، ولها تقاليد وممارسات تميزها عن غيرها من المجتمعات.
تاريخ العلاقة مع إسرائيل
منذ الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان، واجه دروز الجولان معضلة سياسية ووجودية معقدة. ورغم أن الكثير من أفراد هذه الطائفة ينتمون إلى الهوية السورية، فإنهم يعيشون تحت إدارة إسرائيلية، الأمر الذي يخلق وضعاً فريداً وصعباً في الوقت ذاته.
تواجه المجتمعات الدرزية في الجولان تحديات كبيرة، حيث أنهم يتعاملون مع ضغوط مزدوجة: الضغوط المحلية من الجانب السوري والضغوط السياسية من قبل إسرائيل. على الرغم من أن إسرائيل لم تفرض الجنسية الإسرائيلية على سكان الجولان، فإن دروز الجولان يتمتعون بجنسية سورية من جهة، وفي الوقت ذاته يخضعون لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.
في السنوات الأخيرة، تسعى إسرائيل إلى تعزيز بنيتها التحتية في الجولان، مما يثير مخاوف بين دروز الجولان بشأن المستقبل. وقد عبر العديد منهم عن قلقهم من التغيرات الديمغرافية والسياسية التي قد تؤثر على هويتهم وعلى استقرارهم.
يظل الوضع في الجولان محط اهتمام كبير، حيث يتصارع دروز الجولان بين الحفاظ على هويتهم الثقافية والدينية من جهة، وبين التعامل مع الواقع السياسي من جهة أخرى. ورغم كل الصعوبات، يبقى الأمل في أن تتمكن هذه المجموعة من الحفاظ على توازن بين ولائها لوطنهم التاريخي وتكيفهم مع واقعهم الحالي.
تعتبر تجربة دروز الجولان مثالاً على التداخل بين الهويات الوطنية والدينية في سياق الصراعات الإقليمية. تعكس قصتهم التعقيدات التي قد تواجهها المجتمعات في مناطق النزاع، مما يجعلها نقطة اهتمام رئيسية في دراسة ديناميات الصراعات والتعايش في المناطق المحتلة.