رياضات أولمبية محدودة في المغرب أو غائبة أو مهملة.. إهدار فرص ذهبية للمواهب المغربية
الدار/ تقارير
في الوقت الذي يطمح فيه الرياضيون في مختلف أنحاء العالم للتألق في الألعاب الأولمبية وحصد الميداليات، يواجه المغرب تحديات جسيمة تتمثل في غياب العديد من الرياضات الأولمبية من مشهد الرياضة الوطنية. هذا الغياب لا يمثل فقط إهمالًا للفرص المتاحة أمام الرياضيين الشباب، بل يضيّع أيضًا على المغرب فرصًا حقيقية لتحقيق إنجازات تاريخية.
يوجد العديد من الرياضات الأولمبية التي لا تمارس بشكل فعلي في المغرب، سواء بسبب نقص البنية التحتية، أو الدعم المادي، أو الافتقار إلى الكوادر الفنية المتخصصة. من بين هذه الرياضات:
الهوكي على العشب والتي رغم شعبيتها الكبيرة في العديد من الدول الأوروبية والآسيوية، إلا أن هذه الرياضة لا تحظى بنفس الاهتمام في المغرب.
الرماية بالقوس والسهم والتي تُعد هذه من أقدم الرياضات الأولمبية، ورغم وجود مواهب واعدة، إلا أنها لم تلقَ الدعم الكافي لتطويرها على المستوى الوطني.
التجديف وركوب الأمواج، رغم المغرب يتمتع بشواطئ ممتدة ولكن هذه الرياضات، التي تعد جزءًا من الألعاب الأولمبية، ليست منتشرة أو مدعومة بما يكفي.
الجمباز الفني والذي رغم وجود بعض المحاولات لتطوير هذه الرياضة، إلا أنها تظل بعيدة عن المستوى المطلوب للمنافسة الأولمبية.
البياثلون وهي رياضة شتوية تجمع بين التزلج والرماية، والتي لا توجد لها بنية تحتية في المغرب.
عدم ممارسة هذه الرياضات وأخرى في المغرب يؤدي إلى فقدان الفرصة لاستكشاف المواهب التي يمكن أن ترفع اسم البلاد في المحافل الدولية. على سبيل المثال، قد يكون هناك رياضيون مغاربة يتمتعون بقدرات استثنائية في رياضات مثل التجديف أو الهوكي على العشب، لكنهم لا يجدون البيئة المناسبة لتطوير مهاراتهم والوصول إلى مستوى يسمح لهم بالمشاركة في الألعاب الأولمبية.
هذا الغياب يعكس أيضًا نقص الاستثمار في البنية التحتية الرياضية. ففي الوقت الذي تستثمر فيه دول أخرى ملايين الدولارات لتطوير مواهبها في مختلف الرياضات، يظل المغرب متمركزًا في عدد محدود من الرياضات التي تقليديًا يكون له حضور قوي فيها، مثل ألعاب القوى وكرة القدم.
لتعزيز مكانة المغرب في الساحة الرياضية العالمية، يجب على الجهات المعنية العمل على وضع استراتيجيات شاملة لتطوير الرياضات المهملة. هذا يتطلب استثمارات في البنية التحتية، وتوفير التدريب المتخصص، وإطلاق حملات توعية بأهمية هذه الرياضات. كما يجب تنظيم بطولات محلية ودولية تتيح للرياضيين المغاربة الاحتكاك بأقرانهم من مختلف أنحاء العالم.
إن تبني هذا النهج يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة أمام المغرب للمنافسة في المزيد من الرياضات الأولمبية، مما يعزز من فرصه لتحقيق ميداليات أولمبية جديدة، ويعطي دفعة قوية لتطوير الرياضة الوطنية ككل.