عبد الحليم حافظ والملك الراحل الحسن الثاني: كيف أنهت أغنية واحدة جفاءً طويلًا؟
الدار/ خاص
لطالما كانت العلاقة بين الفنان عبد الحليم حافظ والملك الراحل الحسن الثاني متينة، إلا أن فترة من الفتور والجفاء خيمت على هذه العلاقة لأسباب تداولتها الروايات التاريخية وشهادات مقربين.
إحدى الروايات تشير إلى أن السبب كان مرتبطًا بموقف سياسي. خلال الستينيات، وفي خضم التوترات التي شهدتها العلاقات بين المغرب ومصر، كان هناك توتر سياسي انعكس على العلاقة بين الفنانين والسياسيين في كلا البلدين.
ويُقال إن عبد الحليم حافظ وجد نفسه في موقف صعب عندما اضطر للاختيار بين الحفاظ على علاقته الجيدة مع الملك الحسن الثاني أو الالتزام بموقف بلاده الرسمي.
هذا الاختيار أدى إلى نوع من الجفاء بينه وبين الملك الراحل، خاصة وأن الحسن الثاني كان يحترم عبد الحليم ويقدره.
ورغم هذه التوترات، لم يكن الجفاء دائمًا. ففي عام 1971، قدّم عبد الحليم حافظ أغنية “يا مالكاً قلبي”، التي كانت مهداة خصيصًا للملك الحسن الثاني.
جاءت هذه الأغنية في توقيت مناسب، وكانت بمثابة محاولة من عبد الحليم لإعادة المياه إلى مجاريها.
كانت الأغنية تحفة فنية من حيث الكلمات والألحان، وحملت رسالة صادقة تجسدت فيها مشاعر الاحترام والتقدير التي يكنها عبد الحليم للملك الراحل.
ما جعل هذه الأغنية أكثر تميزًا هو توقيتها، حيث أدرك عبد الحليم أهمية هذا الأمر واختار أن يقدم هدية فنية تعكس صدق مشاعره، معتقدًا بقوة الفن في تجاوز الحواجز وتلطيف الأجواء.
وقد كان للأغنية تأثير كبير، حيث أعاد الحسن الثاني تقبل عبد الحليم، وعادت العلاقة بينهما إلى سابق عهدها من الود والاحترام.
هذه الحادثة لم تكن فقط صفحة في حياة عبد الحليم حافظ، بل جسدت قوة الفن وقدرته على التأثير في العلاقات الإنسانية، حتى في أوساط الملوك والشخصيات الهامة.