تقرير فرنسي يكشف عن تلوث نانوي في عبوات هذه المشروبات الغازية
الدار/ ترجمات
في تقرير موسع نشرته جمعية “أجير بور لانفيرونمان” الفرنسية، تم الكشف عن تلوث نانوي في عبوات مشروبات غازية شهيرة مثل “كوكا كولا” و”شويبس”. الدراسة التي أجرتها الجمعية تشير إلى وجود جزيئات دقيقة وجسيمات نانوية من البلاستيك في العبوات، وهو ما يثير مخاوف جدية بشأن تأثير هذه الجزيئات على صحة الإنسان والبيئة.
تتمثل أبرز النتائج في العثور على ستة أنواع مختلفة من البلاستيك داخل المشروبات الغازية التي شملها التحقيق. هذه الجزيئات تتفاوت في حجمها، مما يعكس تلوثًا بيئيًا دقيقًا قد لا يكون مرئيًا بالعين المجردة، لكن له تأثيرات صحية محتملة.
التقرير حدد وجود جزيئات من أنواع مختلفة من البلاستيك، بما في ذلك البوليثين والبوليبروبيلين، في عبوات المشروبات. هذه المواد غالبًا ما تستخدم في تصنيع العبوات البلاستيكية نظرًا لخواصها الميكانيكية والاقتصادية، لكن وجودها في مشروباتنا يطرح تساؤلات حول كيفية تأثيرها على الصحة.
التلوث البلاستيكي على مستوى النانو يمكن أن يكون له آثار سلبية على الصحة. تشير الدراسات إلى أن الجزيئات النانوية يمكن أن تتسرب إلى الجسم وتسبب مشاكل صحية محتملة، بما في ذلك الالتهابات والأضرار الخلوية. على الرغم من أن الأبحاث لا تزال جارية، فإن هذه النتائج تدق ناقوس الخطر حول تأثير هذه الجزيئات على الصحة العامة.
يشير التقرير إلى أن التلوث قد ينجم عن تآكل المواد البلاستيكية المستخدمة في تصنيع العبوات أو عن استخدام مواد خام غير نقية. كما تساهم ظروف التخزين والنقل غير المثلى في زيادة احتمالية تلوث المشروبات بهذه الجزيئات.
أعرب ستيفان كيركهوف، المدير العام لجمعية “أجير بور لانفيرونمان”، عن قلقه العميق إزاء النتائج التي توصل إليها التقرير. وأكد على ضرورة إبلاغ المستهلكين بوجود هذه الجزيئات البلاستيكية في العبوات، مطالبًا بضرورة إجراء فحوصات أكثر دقة وتطوير تقنيات لتقليل التلوث البلاستيكي في المنتجات الاستهلاكية.
في رد فعل على التقرير، دعت الجمعية إلى مزيد من الدراسات العلمية لتقييم مدى تأثير هذه الجزيئات على الصحة والبيئة، كما أكدت على أهمية اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين معايير تصنيع العبوات البلاستيكية وتطوير بدائل أكثر أمانًا.
تشمل توصيات التقرير تعزيز الرقابة على جودة المواد البلاستيكية المستخدمة في تصنيع عبوات المشروبات، وتطوير تقنيات جديدة للتصفية والفحص للكشف المبكر عن الجزيئات النانوية. كما دعت الجمعية إلى زيادة الوعي بين المستهلكين حول المخاطر المحتملة واختيار المنتجات التي تستخدم عبوات أكثر أمانًا.
تسهم نتائج هذا التحقيق في تسليط الضوء على مشكلة تلوث البلاستيك في المنتجات الاستهلاكية وتؤكد الحاجة الملحة لإعادة تقييم استخدام المواد البلاستيكية في صناعة التغليف. مع تزايد الوعي والضغط العام، يمكن أن يكون هناك دفعة نحو تحسين معايير السلامة وتقليل الأثر البيئي والصحي لهذه المواد.