المهن الأكثر عرضة لخطر الزهايمر: هل تؤثر طبيعة العمل على صحة الدماغ؟
الدار/ ترجمات
تشير الدراسات الحديثة إلى أن بعض المهن قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر مع التقدم في العمر. فبينما يعتبر التقدم في السن والعوامل الوراثية من أهم أسباب المرض، يبدو أن طبيعة العمل الذي يقوم به الفرد طوال حياته المهنية قد يلعب دورًا كبيرًا في تحديد مدى تعرضه للإصابة بهذا المرض العصبي.
تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعملون في مهن تتطلب جهدًا بدنيًا مكثفًا ومستمرًا، مثل عمال البناء والمزارعين، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر. فالضغط الجسدي المستمر والإرهاق قد يؤديان إلى تدهور وظائف الدماغ على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص التحفيز الذهني في هذه المهن يمكن أن يسهم في تراجع القدرة العقلية بمرور الوقت.
الأشخاص الذين يعملون في مهن تتطلب القيام بمهام روتينية ومتكررة دون تغيير يذكر، مثل العمل على خطوط الإنتاج أو في مكاتب ذات مهام إدارية محدودة، قد يكونون أيضًا عرضة لخطر أكبر. قلة التحديات العقلية في مثل هذه الوظائف قد تؤدي إلى تراجع النشاط الدماغي، مما يجعل الدماغ أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر.
على الجانب الآخر، فإن المهنيين الذين يتعرضون لضغط نفسي كبير ومستمر في العمل، مثل الأطباء أو المحامين، قد يكونون عرضة للإصابة بالزهايمر أيضًا. الإجهاد النفسي المستمر قد يؤدي إلى تغيرات في كيمياء الدماغ تؤثر على الذاكرة ووظائف الدماغ الأخرى.
معرفة المخاطر المحتملة للمهن المختلفة يمكن أن تكون حافزًا للأفراد لاتخاذ خطوات وقائية. ممارسة التمارين الرياضية، المشاركة في أنشطة تحفيزية للدماغ مثل حل الألغاز أو تعلم لغات جديدة، والحفاظ على نمط حياة صحي يمكن أن تكون عوامل مساعدة في تقليل خطر الإصابة بالزهايمر.
ورغم أن بعض المهن قد تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر، إلا أن اتخاذ خطوات وقائية قد يساهم بشكل كبير في الحفاظ على صحة الدماغ مع التقدم في العمر.