أخبار دوليةسلايدر

يحيى السنوار.. واجه إسرائيل حتى اللحظة الأخيرة

الدار/ خاص

يحيى السنوار، رئيس حركة حماس. وُلد في مخيم خان يونس للاجئين وعاش حياته ملتزمًا بتحقيق استقلال فلسطين. منذ انضمامه لحركة حماس، لعب دورًا محوريًا في تطوير القدرات العسكرية للحركة.

بالنسبة للفلسطينيين، كان السنوار يمثل الصوت المدافع عن حقوقهم، رافضًا التسويات التي لم تضمن استرداد أراضيهم وحقوقهم. مواقفه الصارمة وأسلوبه القيادي أكسباه احترامًا كبيرًا داخل قطاع غزة وخارجه.

قتله من قبل إسرائيل اليوم الخميس في غزة يعكس مدى القلق الإسرائيلي من تأثيره ونفوذه. وتحميله مسؤولية هجمات 7 أكتوبر.

يحيى السنوار، الذي قتل في مواجهة مع القوات الإسرائيلية، كان أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية. وُلد في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة في عام 1962، وتربى في بيئة فقيرة لكنها مشبعة بروح المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. منذ بداياته، انخرط السنوار في العمل العسكري والسياسي.

تأثر السنوار منذ صغره بأحداث النكبة… انضم إلى حركة حماس في عام 1987، مع تأسيسها، وهي الحركة التي تشكلت لمواجهة الاحتلال وتحرير فلسطين. في عام 1989، اعتقلته السلطات الإسرائيلية بتهمة قيادة خلية قامت بخطف وقتل جنود إسرائيليين. حكم عليه بالسجن مدى الحياة، وقضى 22 عامًا في السجون الإسرائيلية، حيث برز كقائد داخل السجن وطور رؤية استراتيجية أكثر تطورًا تجاه الصراع.

في السجون، لعب السنوار دورًا كبيرًا في تنظيم السجناء الفلسطينيين، وكان ينظر إليه باعتباره قائدًا ذا رؤية عميقة وطموح لا ينضب. بعد خروجه من السجن عام 2011 بصفقة تبادل أسرى مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، عاد بقوة إلى المشهد السياسي والعسكري في غزة، حيث تسلم لاحقًا قيادة حماس في القطاع.

قيادة يحيى السنوار لحماس تميزت بتوجهه نحو تعزيز البنية التحتية العسكرية للحركة، خاصة نظام الأنفاق الذي استخدمته حماس بشكل فعّال خلال المواجهات مع إسرائيل. كما لعب دورًا رئيسيًا في تعزيز القدرات الصاروخية للحركة، مما جعلها تشكل تهديدًا حقيقيًا على المدن الإسرائيلية.

سياسيًا، كان السنوار مرنًا فيما يتعلق بتوحيد الصف الفلسطيني. حاول إيجاد حلول لتقليل التوتر بين حماس وحركة فتح، وعمل على تحسين علاقاته مع مصر وقطر، الدولتين اللتين دعمتا الجهود لإعادة إعمار غزة وتخفيف الحصار المفروض على القطاع.

كانت رؤية السنوار واضحة منذ البداية، المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. على الرغم من انفتاحه على النقاشات السياسية، إلا أنه كان يؤمن بأن أي مفاوضات يجب أن تكون من موقف قوة، مما جعله غير مرن في التعامل مع العروض الدولية التي لم تلبي طموحات الفلسطينيين.

في عام 2021، تعرض القطاع لمواجهة عسكرية مع إسرائيل، حيث أكد السنوار على ضرورة مواصلة القتال حتى تحقيق المطالب الفلسطينية. هذه المعركة عززت مكانته كقائد مقاوم، وكانت ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية في القدس والأقصى. ولم يكن يتردد في استخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن الفلسطينيين، مشددًا على أن المقاومة المسلحة ليست خيارًا بل واجبًا وطنيًا.

اليوم الخميس أعلنت إسرائيل أنها نجحت في قتل يحيى السنوار خلال عملية عسكرية في غزة. اغتيال السنوار قد يكون ضربة لحركة حماس من الناحية التنظيمية، لكنه يعزز من رمزيته كمناضل لم يهادن، واستمر في القتال حتى اللحظة الأخيرة. بالنسبة للفلسطينيين، السنوار لن يُذكر فقط كقائد عسكري، بل كرمز للمقاومة المستمرة، كمن قاد شعبه في أحلك الظروف وبقي ملتزمًا بمبادئه حتى النهاية.

زر الذهاب إلى الأعلى