من الرباط.. مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يشدد على أهمية الذكاء الاصطناعي والتعاون الدولي في مكافحة الأسلحة الكيميائية
الدار/ خاص
خلال مؤتمر دولي تحتضنه الرباط، ألقى اليوم الثلاثاء، فرناندو أرياس، المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OIAC)، كلمة شاملة أكد فيها على عدة نقاط جوهرية تتعلق بتعزيز التعاون الدولي، أهمية الابتكار التكنولوجي، والتحديات التي تواجه المنظمة في تنفيذ مهمتها الأساسية.
أرياس بدأ كلمته بتسليط الضوء على التقدم الكبير الذي حققته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية منذ تأسيسها، مشيداً بالنجاحات التي تحققت في تدمير مخزونات كبيرة من الأسلحة الكيميائية حول العالم. ومع ذلك، أشار إلى أن التحديات ما تزال قائمة، خصوصاً في ظل التطور التكنولوجي السريع.
من أبرز النقاط التي طرحها أرياس كان دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة الأسلحة الكيميائية. أوضح أن هذه التقنية الجديدة باتت تلعب دوراً أساسياً في تحسين آليات الكشف عن المواد الكيميائية المحظورة وفي تحليل البيانات المتعلقة بها. كما أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد على تسريع وتيرة العمل ويزيد من دقة التحليلات التي تعتمد عليها الدول الأعضاء في المنظمة لمراقبة الأسلحة الكيميائية.
أرياس لم يكتف بالإشارة إلى دور الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الأسلحة الكيميائية فقط، بل تحدث أيضاً عن أهمية التقنية في تحسين نظم الاستجابة للطوارئ. وأوضح أن استخدام الذكاء الاصطناعي سيساهم في تطوير استراتيجيات الاستجابة السريعة، مما سيمكن الدول الأعضاء من التحرك بكفاءة وسرعة أكبر في حالة وقوع هجوم كيميائي.
ورغم الفوائد الكبيرة التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي، نبه أرياس إلى التحديات الأمنية المرتبطة باستخدام هذه التكنولوجيا، خاصة فيما يتعلق بأمن البيانات والمعلومات. شدد على أهمية اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأنظمة من الهجمات الإلكترونية التي قد تستغل الثغرات في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
في كلمته، أصر أرياس على أن التصدي لانتشار الأسلحة الكيميائية لا يمكن أن يتم بجهود منفردة. بل دعا إلى تعزيز التعاون الدولي بين الدول الأعضاء والمنظمات الدولية لمواجهة التهديدات الكيميائية، مشيراً إلى أن هذا التعاون هو حجر الأساس في تحقيق عالم خالٍ من الأسلحة الكيميائية. كما شدد على ضرورة أن يكون التعاون شاملاً، بما في ذلك المجالات التقنية، القانونية، والدبلوماسية.
أرياس أكد في ختام كلمته أن الابتكار التكنولوجي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، سيظل عنصراً أساسياً في المستقبل لمكافحة انتشار الأسلحة الكيميائية. وأضاف أن هذه الأدوات الجديدة لا تسهم فقط في الكشف عن التهديدات ولكنها توفر أيضاً وسائل أكثر فعالية واستباقية لمواجهتها.
ودعا فرناندو أرياس إلى مواصلة الاستثمار في الابتكار التكنولوجي وتعزيز التعاون الدولي لمواكبة التحديات المستقبلية. وأكد أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ستظل تعمل جنباً إلى جنب مع المجتمع الدولي من أجل تحقيق رؤيتها لعالم خالٍ من الأسلحة الكيميائية، بفضل التكنولوجيا الحديثة والتزام الدول الأعضاء.