نساء

أثاث من جريد النخيل.. صناعة رائجة تجذب الفقراء والأغنياء

لم يفقد سرير جريد النخيل رونقه الذي كان يعد أحد أساسيات أثاث متطلبات الزواج في السنوات الماضية، رغم تطور الحياة وظهور الأسرة الحديثة والعصرية، ظل الأهالي يحتفظون به، لارتفاع أسعار الخشب، بل زاد الإقبال على سرير الجريد من جديد.

منتجات الأثاث المنزلي المصنوع من جريد النخيل لم تقتصر على الأسرة، بل شملت أيضا الكراسي والطاولات الصغيرة، إلى جانب الأقفاص التي تستخدم في التجارة، وفقا للشاب للثلاثيني الذي يمتلك ورشة لصناعة الجريد.

مراحل الصناعة
تمر صناعة السرير بمراحل، بحسب الشاب، تبدأ بتقطيع الجريد وتركه في الشمس لمدة ثلاثة أيام في فصل الصيف أو عشرة أيام في الشتاء، لتبدأ بعدها مرحلة تقسيم الجريد إلى رقائق سقف وأطواق ودوائر ولواصق وعيدان، التي يصنع منها جميع المنتجات المختلفة.

وتستخدم في هذه الصناعة اليدوية أدوات بسيطة، منها المنجل لعزل الخوص عن الجريد، والساطور لتقطيع الجريد وشقه، إضافة إلى شاكوش خشبي لدق الجريد داخل الفتحات المصنوعة في المنتج، إلى جانب مقياس من جريد الخشب لتحديد الطول المناسب لكل جزء من أجزاء العمل المراد تصنيعه، بالإضافة إلى المقص والمنشار.

يبدأ العمل في الساعة السادسة صباحا، حيث يقوم برفع جريد النخل من المنطقة التي وضع فيها من التشميس، إلى مرحلة التقطيع والتصنيع، وذلك وفقا لطلب الزبون، مشيرا إلى أن صناعة السرير تستغرق نحو أربع ساعات.

تبدأ العملية بتنظيف الجريد وتحديد الطول والعرض، ويجري تصنيع كل جزء منه بشكل منفرد حتى يم تجميعه، حيث يطلبه كثير من الزبائن الذين يصعدون إلى الجبل ويقضون أسابيع في أعلاه، لأنه سهل الحمل أثناء التنقل، فضلا عن استخدامه في غرف الضيوف وأمام البيوت خاصة في فصل الصيف، فمعظم العائلات تحرص على وجود عدد من الأسرة في كل بيت.

وحول صناعة الأقفاص، فإنها مرتبطة بشكل كبير بالمواسم الزراعية، لا سيما محصول المانجو، حيث يعد طلبية في كل موسم تتخطى 500 قفص، ويعد أشهر زبائنه تجار الفواكه والخضروات ومربو الدجاج.

مصدر رزق
ويضيف الثلاثيني أن العمل في الورشة يكون حسب الإنتاج، وقد يستمر لأكثر من 14 ساعة حسب قدرة العامل، ويستطيع العامل إنتاج ما بين 15 إلى 20 قفصا في اليوم، أو سريرا واحدا أو كرسيين، أو ثلاث مناضد صغيرة.

وتعد هذه المهنة مصدر الرزق العديد من العائلات، حيث يرثها الابناء عن والدهم.

ورغم متاعب المهنة، لا يزال الشاب الثلاثيني يمارسها بحب وشغف كبيرين، قائلا "كانت المهنة في الماضي تعتمد على صناعة الأقفاص فقط، وتوسعت إلى تصنيع أسرة الأطفال، كما نصنع أسرة نوم خاصة بالعرسان لكن حسب الطلب، ولكن دائما يكون الطلب لأسر فقيرة، فضلا عن طلبيات للأنتيكات أو ديكورات أمام المنزل أو في غرف النوم للأغنياء".

ويعرب صاحب ورشة جريد النخيل عن أن صناعته ستظل موجودة إلى الأبد لأنها كما يقول هي الأسلم للفاكهة والخضار، نظرا لبرودتها على عكس الكراتين والأقفاص المصنوعة من البلاستيك أو الأخشاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى