وزير الأوقاف يدعو لتحييد المساجد ويصف معارضي الخطبة الموحدة بالمشوشين
الدار/ خاص
أكد وزير الأوقاف في تصريح كلمة حديثة على ضرورة الحفاظ على حيادية المساجد ومنابرها، مشددًا على أهمية دورها في تعزيز الوحدة الفكرية والمجتمعية بعيدًا عن أي تأثيرات خارجية أو أيديولوجيات فردية. ودعا الوزير الأئمة والخطباء إلى الالتزام الكامل بالخطبة الموحدة التي تعتمدها الوزارة، معتبرًا ذلك جزءًا من واجبهم المهني والديني.
وفي ذات السياق، وصف الوزير الأصوات الرافضة للخطبة الموحدة بأنها تعاني من “ارتباك فكري” و”تشويش” ينعكس سلبًا على الساحة الدعوية والمجتمعية، مؤكدًا أن هذه المعارضة تُعد عائقًا أمام تحقيق الهدف الأسمى للمساجد، وهو تعزيز القيم النبيلة وخدمة الصالح العام.
وأضاف الوزير أن الخطبة الموحدة تأتي في إطار جهود الوزارة لمكافحة التطرف الفكري، وترسيخ خطاب ديني متزن يعزز قيم الوسطية والتسامح. وأوضح أن توحيد الخطبة لا يعني تقييد الإبداع الفكري للأئمة، وإنما يأتي بهدف تحقيق الانسجام والتناغم في الرسائل الدينية التي تصل إلى المجتمع.
وأثار هذا التصريح جدلاً واسعًا بين مؤيد ومعارض. فبينما يرى البعض أن توحيد الخطبة يعزز الوحدة الوطنية ويحد من الفوضى الفكرية، يعتبر آخرون أنه يمثل تقييدًا لحرية التعبير وقيدًا على الأئمة الذين يتمتعون بخبرات فكرية متنوعة ويملكون القدرة على تقديم رؤى عميقة تتناسب مع ظروف مجتمعاتهم المحلية.
من جانبها، أكدت وزارة الأوقاف أنها ماضية في تطبيق سياسة الخطبة الموحدة، مشيرةً إلى أنها ستستمر في تدريب الأئمة وتأهيلهم للتفاعل مع مقتضيات العصر، مع ضمان أن يكون الخطاب الديني أداة توجيه وإصلاح وليس منبرًا للخلاف أو الانقسام.
ويظل موضوع الخطبة الموحدة محور نقاش بين مختلف التيارات الفكرية والدينية، ويعكس جدلية العلاقة بين حرية الفكر والدين، وضرورة تحقيق التوازن بينهما لخدمة المجتمع بشكل أفضل.