أخبار دوليةسلايدر

لحظات تاريخية.. سقوط أحد أقذر الأنظمة الإجرامية التي جثمت على صدور السوريين لعقود

الدار/ افتتاحية

تعد اللحظات التي نعيشها اليوم محورية في تاريخ سوريا، حيث نشهد سقوط أحد أعتى الأنظمة القمعية التي حكمت سوريا لعقود طويلة.

هذه اللحظات، التي سيسردها التاريخ للأجيال القادمة، تمثل بداية عهد جديد، عهد بعيد عن الظلم والقهر، وعن سياسات البطش والتنكيل التي مارستها السلطات لعائلة الأسد على مر السنين.

على مدى عقود، عاش الشعب السوري تحت وطأة نظام سلطوي استبدادي، عمل على تكريس الفساد والظلم على كافة الأصعدة. هذا النظام الذي لم يتوان عن استخدام أبشع الأساليب القمعية لترهيب الشعب السوري، من الاعتقالات العشوائية، والتعذيب في السجون، إلى استغلال الموارد الوطنية لصالح قلة قليلة من المقربين. هذا النظام، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد، كان يمثل النموذج المثالي للأنظمة التي تعيش على تدمير الشعوب لمصلحة سلطاتها.

لكن مع مرور الوقت، بدأت بذور التغيير تترسخ في قلوب الشعب السوري. كانت الانتفاضات الشعبية، التي بدأت شرارتها في مختلف أنحاء البلاد، علامة فارقة على وعي الشعب وقوته، على الرغم من المحاولات المستميتة لقمع هذه التحركات. تواصلت هذه التحركات حتى وصلت إلى ذروتها، متجاوزة كافة الأساليب القمعية، ليشهد العالم انهيار هذا النظام في نهاية المطاف.

إن سقوط هذا النظام ليس مجرد حدث سياسي أو تاريخي، بل هو لحظة تحرر عميقة للشعب السوري. فهو لا يمثل فقط انتهاء حكم شخص أو جماعة، بل نهاية لمنظومة كاملة من الفساد والاستبداد الذي جثم على صدور السوريين لعقود. ومع سقوط هذا النظام، يفتح الباب لفرص جديدة لبناء سوريا جديدة قائمة على العدالة، والمساواة، والحرية.

إن الطريق أمام الشعب السوري لا يزال طويلاً، ولكنه الآن أكثر إشراقًا. يتطلب الأمر إعادة بناء مؤسسات الدولة من الصفر، والعمل على تحقيق العدالة الانتقالية لضحايا نظام الأسد. كما أن التحديات الكبيرة لا تزال قائمة، سواء في عملية إعادة الإعمار أو في التوصل إلى توافق سياسي يضمن حقوق جميع المواطنين السوريين بغض النظر عن خلفياتهم أو انتماءاتهم. ومع ذلك، فإن الأمل في المستقبل يبقى حيًا، في ظل التضامن الوطني والجهود الدولية لتحقيق الاستقرار.

تظل هذه اللحظات حية في ذاكرة الشعب السوري، وستُروى للأجيال القادمة باعتبارها بداية مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، مرحلة من الأمل والتغيير، مليئة بالتحديات ولكن أيضًا بالفرص لبناء وطن يسوده السلام والازدهار. ولعل القادمة الأفضل لشعب آخر هو الشعب الجزائري مع قرب انهيار نظام الكابرانات الذي أذاق الجزائريين لعقود مرارة الإستبداد والظلم ونهب ثروات الجزائر….

زر الذهاب إلى الأعلى