تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب: إشادة بالمغرب وانتقادات شديدة للجزائر
الدار/ تحليل
كشف تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2023 حول الإرهاب عن أداء دولي متباين في مجال مكافحة التهديدات الإرهابية، حيث أشاد بالمغرب كأنموذج فعّال في التصدي لهذه الظاهرة، بينما وجّه انتقادات شديدة للجزائر، بسبب ما وصفه بالتقصير والازدواجية في التعامل مع القضايا المتعلقة بالإرهاب.
أشار التقرير إلى أن المغرب يواصل ريادته الإقليمية والدولية في مجال مكافحة الإرهاب، من خلال اعتماد استراتيجيات شاملة تجمع بين الأمن، التنمية الاجتماعية، والتعاون الدولي.
وقد أبدى التقرير إعجابه بفعالية الأجهزة الأمنية المغربية، التي نجحت في تفكيك عدد كبير من الخلايا الإرهابية خلال العام الماضي. كما نوّه بالتزام الرباط بتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة وشركاء دوليين آخرين، سواء على مستوى تبادل المعلومات الاستخباراتية أو من خلال المساهمة في المنتديات الدولية المخصصة لمكافحة التطرف.
وفي السياق نفسه، أشادت واشنطن بالنهج المغربي الذي لا يقتصر على المواجهة الأمنية، بل يدمج جهودًا لنشر خطاب الاعتدال وتعزيز التعليم الديني عبر “معهد محمد السادس لتكوين الأئمة”، الذي أصبح مركزًا إقليميًا لتدريب رجال الدين من مختلف أنحاء إفريقيا.
في المقابل، جاء موقف التقرير حيال الجزائر أقل إيجابية، حيث وُجّهت انتقادات لتوظيف قوانين مكافحة الإرهاب بطريقة تثير التساؤلات حول مدى التزام الجزائر بالقيم الحقوقية الدولية. وأشار التقرير إلى وجود حالات لاستغلال تلك القوانين لتكميم الأصوات المعارضة وقمع الحريات السياسية.
كما اتهم التقرير الجزائر بالتقاعس في التصدي للتهديدات الإرهابية العابرة للحدود، مشيرًا إلى ضعف التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وعدم تعاونها الكافي في تقديم معلومات استخباراتية حيوية حول نشاط الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء.
لفت التقرير الانتباه إلى ما وصفه بالتناقضات في سياسات الجزائر، حيث تتبنى خطابًا يدّعي دعم مكافحة الإرهاب، بينما يوجّه إليها اتهامات بدعم جهات تُعرقل الاستقرار الإقليمي، مثل دعمها المستمر لجبهة البوليساريو، التي تعتبرها الرباط تهديدًا لوحدة المغرب الوطنية واستقراره.
يرسل تقرير وزارة الخارجية الأمريكية رسائل واضحة إلى الفاعلين في المنطقة. فمن جهة، يؤكد على أن التعاون الإقليمي الصادق والنهج الشامل هما المفتاح لمواجهة الإرهاب. ومن جهة أخرى، يضع دولاً مثل الجزائر تحت المجهر بسبب غياب الشفافية والازدواجية في التعامل مع التهديدات الأمنية.
فهل ستدفع هذه الانتقادات الجزائر إلى مراجعة سياساتها والانخراط بجدية أكبر في الجهود الدولية، أم ستواصل السير على نهج يعرضها لعقوبات أمريكية ودولية إلى حد تصنيف بوليساريو كتنظيم ارهابي في قائمة التنظيمات الارهابية دوليا.