صحةنساء

هل تصبح الجزائر الوجهة الجديدة لجراحات التجميل؟

"الصيف فصل الجمال"، هكذا تراه النساء الجزائريات، حيث ترتبط به المناسبات العائلية والعطلات السنوية، وتلجأ بعض المولعات بالموضة والتجميل في فصل الصيف لإجراء لمسات تجميلية بأنامل خبراء محليين وآخرين وافدين حديثا إلى البلاد. 
وقد تزايدت أعداد المختصين اللبنانيين والسوريين إلى جانب الجزائريين الذين اختاروا من طب التجميل مهنة لهم، في الوقت الذي تعتبر فيه الجزائر واحدة من الدول التي تأخر انتشار هذا التخصص فيها مقارنة بدول أخرى.
وغزت عيادات التجميل البلاد خلال السنتين الأخيرتين، واستقطبت مزيدا من الزبائن خاصة في موسم الصيف، حيث تختار بعض الفتيات شكلا جديدا تظهر به، على أن يزول مفعول العملية بعد مدة قصيرة.

وتقول بلهادي وصال (20 عاما) التي التقتها الجزيرة نت بإحدى العيادات الطبية المختصة في التجميل، إنها جربت في وقت سابق حقن "فيلر" الشفاه ولم تندم على النتيجة، وأضافت "اقترب زفاف ابنة خالتي وأرغب في أن تكون إطلالتي جميلة".

وتضيف السيدة خديجة (52 عاما) أنها كانت تضطر للسفر لفرنسا لإجراء عملية "إذابة (سيلوليت) وشد الوجه"، لكنها لم تعد بحاجة لصرف ذلك المبلغ، مؤكدة أن "النتائج التي وجدتها لدى الأطباء المحليين أكثر دقة وأقل تكلفة".

قفزة نوعية
ويرى الطبيب المختص في التجميل، عبد الوهاب براقي أن طب التجميل بالجزائر عرف قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة، مشيرا في تصريحه للجزيرة نت إلى أنه يراهن على أن تكون الجزائر إحدى الوجهات الدولية في مجال التجميل خلال السنوات المقبلة.

من جهتها، أرجعت الدكتورة المختصة في التجميل كريمة بولكباشي سبب تأخر الجزائر في مجال التجميل إلى عدم وجود جامعات ومعاهد مختصة في طب التجميل، إلى جانب غلق مجال استيراد الأجهزة المستخدمة في المجال، وكذلك بيعها وصيانتها.

وقالت بولكباشي "كنت أضطر في بداياتي قبل أكثر من عقد ونصف العقد أن أتنقل للولايات المتحدة الأميركية وسويسرا لإحضار الجهاز الذي أحتاج استخدامه، ولم يكن الأمر سهلا بالنسبة لجميع المختصين في المجال آنذاك، في حين أن السنوات الأخيرة شهدت انفتاحا في السوق".

وفي سياق متصل، قال الدكتور براقي إن "اضطرار الأطباء الجزائريين في مجال التجميل لإكمال دراستهم في فرنسا ودول الخارج بمبالغ ضخمة جدا، عطّل انتشار هذا التخصص في الوقت الذي كان يشهدا تقدما في دول أخرى".

وأوضح أن الجزائر دخلت مرحلة جديدة تماما في المجال، حيث عاد عدد مهم من أطبائها الذين اكتسبوا خبرة في كبرى الجامعات والمراكز الطبية المختصة في مجال التجميل بأوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

الأخطاء الشائعة
وترى الطبيبة كريمة بولكباشي أن الخطر ليس في اللجوء للتجميل في حد ذاته وإنما اختيار الشخص والمكان الخطأ الذي تتم فيه العملية، مشيرة إلى أن "هناك أخطاء تدمر حياة النساء بدلا من تحسين شكلهن".

وأضافت "استقبلت حالات تعرضت للنصب في صالونات الحلاقة أو لدى أطباء الجلد غير المختصين في التجميل، حيث يقنع البعض من هؤلاء الزبونات أن "الليزر" أو "الفيلر" آمنان وأنهم مختصون في المجال لتصطدم في النهاية بنتائج كارثية".

من جهته، حذر الدكتور براقي من اللجوء لغير أصحاب الاختصاص في مجال التجميل، وتحدث عن استقباله لحالات تعرضت لحروق لا علاج لها بسبب الاستخدام الخاطئ لليزر في صالونات التجميل وعيادات أطباء الجلد.

وأكد أنه يستقبل بشكل أسبوعي عددا كبيرا من الحالات التي تطلب إعادة تصحيح الخطأ الذي ارتكب في حقها، مشيرا "على الزبونة التأكد من أن الوجهة التي اختارتها للتجميل ذات سمعة (جيدة) وبها أطباء مختصون في التجميل الذي يعتبر عالما بحد ذاته".

وأوضح أن "طب الجلد لا علاقة له بطب التجميل، حيث إن المجالين متكاملان ولكن لكل تخصصه، فطبيب الجلد لا يفقه استخدام حقن الفيلر أو الليزر، ناهيك عن العمليات المعقدة"، مطالبا بمحاسبة من يلجأ لاستخدام أجهزة طبية دون أن يكون له تكوين طبي مختص في هذا المجال المستقل.

المصدر/ وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 + ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى