المغرب يعزز موقع “الگرگارات” كمحور تجاري استراتيجي في إفريقيا
الدار/ خاص
تسعى المملكة المغربية إلى تحويل معبر “الگرگارات” الحدودي إلى مركز تجاري محوري في القارة الإفريقية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية مع دول المنطقة. وقد عرض وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أمام البرلمان الوطني سلسلة من الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها المملكة في الأشهر الأخيرة، والتي تشمل مجالات النقل البحري والجوي، فضلاً عن التعاون في مجالات الدفاع والعدالة والجمارك.
هذه الاتفاقيات تعكس الجهود المغربية لتحويل “الگرگارات” إلى نقطة وصل حيوية بين القارات، من خلال تعزيز الشراكات مع دول منطقة الساحل، وخاصة موريتانيا، فضلاً عن توسيع التعاون مع الدول الإفريقية الأخرى. وأكد بوريطة أن هدف المغرب هو جعل معبر “الگرگارات” محورا رئيسيا في شبكات النقل البرية، وهو ما من شأنه أن يسهم في تعزيز الحركة التجارية بين مختلف الدول.
في سياق متصل، أشار الوزير إلى أن المغرب قد وقع أكثر من عشرة اتفاقيات دولية في مدينة الداخلة، التي أصبحت محوراً مهماً في استراتيجيات المملكة التنموية. وتغطي هذه الاتفاقيات مجالات متعددة مثل حماية الاستثمارات، والتعاون الجمركي، ومحاربة الازدواج الضريبي، وتسهيل النقل الدولي عبر البر والبحر والجو.
من جهة أخرى، أضاف بوريطة أن المغرب يواصل توسيع وجوده في الصحراء الغربية، مع تعزيز الدور الاقتصادي والتجاري للمدينتين الداخلة والعيون، اللتين أصبحتا بمثابة العمود الفقري لمنطقة الصحراء.
تستعد المملكة لاستضافة قمة الشهر المقبل، حيث سيتناول المجتمعون التحديات المرتبطة بهذه التعاونات الناشئة. في الوقت نفسه، تعمل الرباط على تنسيق قوانينها مع المعايير الدولية، بما في ذلك قوانين حماية البيئة وحقوق العمال، مما يعزز سمعة المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
هذه التحركات تأتي في وقت حساس يشهد فيه العالم تحولات اقتصادية وسياسية كبرى، مما يعكس استراتيجية المغرب طويلة المدى لتعزيز موقعه كمركز اقتصادي وتجاري في إفريقيا والعالم العربي.
