الدين والحياة

طعام حلال.. معاناة المسلمين بحثا عن منتجات بضعف الثمن

في خطوة جريئة أثارت الكثير من الجدل، أجازت هيئة الطعام الحلال البريطانية (Halal Food Authority HFA) أكل لحوم الخراف والأبقار والدواجن التي تم صعقها بغرض التخدير قبل الذبح، وهو ما سبق أن أكده تقرير قديم للجمعية الملكية لحماية الحيوانات من الإساءة صدر عام 2004، حيث قال إن 90% من لحوم الأبقار والخراف والدواجن التي تحمل شهادة حلال في الأسواق البريطانية تم صعقها بغرض التخدير قبل إتمام عملية الذبح المتعارف عليها شرعا.

تعتبر بريطانيا من البلدان التي تصعق الحيوانات قبل الذبح بشحنة كهربية ضعيفة حتى يتم تخديرها فلا تشعر بالألم، فهم يعلمون أن ذبح الحيوان وسيلان دمه أصح طريقة لأكل اللحوم، وهذا يتوافق مع شروط الذبح الشرعي الذي نعرفه في بلادنا الإسلامية، بل أنها أفضل من طريقة الذبح المتبعة في بعض الدول العربية.

وفيما يتعلق بالبسملة، تقول شابة عشرينية، أن "الذبح في جهة القبلة من سنن الذبح وليس من شروطه"، ولأنها تعرف من القرآن الكريم قول الله تعالى "وطعام أهل الكتاب حلٌّ لكم وطعامكم حلّ لهم"، لذا "أقول بسم الله قبل بدء الأكل".

وقالت الشابة أنها تواجه مشكلة عدم اقتناع بعض المسلمين بهذا الرأي، مضيفة "موضوع الحلال مجرد تجارة لا تتعلق بالدين، بدليل وجود الدقيق حلال، وحتى الفلافل حلال! كيف يستخفون بعقول الناس هكذا ويتاجرون تحت مسمى الدين؟!".

مقاطعة المطاعم
أما سلمى مغربية مقيمة في لندن فتشتري اللحم الحلال ولا تأكل إلا في المطاعم الحلال. وأوضحت أنها سألت شيخا في المغرب عن حكم شراء اللحوم في الخارج، وكانت إجابته بضرورة تحري الحلال، وإذا لم تجد يمكنها أن تأكل الأسماك أو الخضروات بديلا عن اللحوم.

تقول سلمى إنها إذا وجدت مطعما يقدم بعض أصناف الحلال لا تأكل أيضا منه، لأنه يطبخ اللحوم الحلال في الشواية أو المقلاة نفسها التي سبق أن طهي فيها لحم الخنزير، وهذا يؤثر على اللحم حتى لو كان حلالا.

وحرصا منها على تحري الحلال، منعت بناتها من شراء الحلوى التي يدخل في مكوناتها جيلاتين الخنزير، وعلمتهن أن يبحثن في مكونات الحلوى على الجيلاتين النباتي الذي يجوز تناوله.

وتابعت أن هناك من يقول إن مصدر اللحوم في المتاجر واحد، وإن كلمة حلال مجرد خدعة، ولكنها ترى أنه أمر لا يخصها والذنب ليس ذنبها.

تقول شيماء من مصر، إنها تأكل ما تريد طالما أنه ليس لحم خنزير، فهي تشتري اللحوم والدجاج من المحلات العادية، وتأكل في المطاعم الإيطالية والصينية وغيرها، وتعتبر كلمة حلال مجرد تجارة لجذب المسلمين، من ثم بيع السلع بضعف السعر في المحلات العادية!

أما آية فقد شرحت لأطفالها مسألة الطعام الحلال، فأصبحوا حريصين على تحري الحلال رغم صغر سنهم، فعندما شك الابن في الدجاج المقدم له في المدرسة قرر ألا يأكله لأنه ليس حلالا.

تجارة الحلال المربحة
أطلقت فاطمة (30 عاما) مشروعها قبل ست سنوات لتقديم الطعام البريطاني الكلاسيكي في صورة وجبات حلال تباع في كبرى المتاجر البريطانية، حيث تضاعفت استثمارات مشروعها خلال السنوات الأخيرة بسبب الإقبال المتزايد على المنتجات الحلال في بريطانيا، بحسب صحيفة غارديان.

تقدر تجارة الأغذية والمشروبات الحلال في العالم بحوالي 1.37 تريليون دولار في العام 2014، وهو ما يمثل 18% من السوق بأكمله، ومن المتوقع أن يرتفع عدد المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى 2.8 مليار نسمة في العام 2050، وفقا لمركز أبحاث "بيو" (Pew).
 
وينمو سوق الحلال في أوروبا بمعدل سنوي يبلغ أحيانا 20%، وبحسب "سي أن أن" فإن المنتجات الحلال أكثر تكلفة من المنتجات العضوية، وهو ما يبرر ارتفاع أسعارها مقارنة بنظيرتها في الأسواق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى