صحة

أيهما أفضل الحليب كامل الدسم أم قليل الدسم؟

ذكر موقع ستيب تو هيلث الأميركي أن الكثير من الناس عند البدء في اتباع حمية غذائية من أجل إنقاص الوزن، يقومون باستبدال الحليب الكامل بالنوع قليل الدسم.

ولعل المنطق الذي يدفعهم لذلك هو أن النوع الثاني يحتوي على كمية أقل من السعرات الحرارية الموجودة في دهون الحليب، وبالتالي فإن تجنب الحليب كامل الدسم يساعد في إنقاص الوزن.

وفي المقابل، يفضل آخرون شرب الحليب قليل الدسم لأسباب أخرى، حيث إنهم بكل بساطة يفضلون طعمه، ويجدون أن الحليب الكامل سيئ المذاق وذو تأثير قوي على المعدة.

ونوه الموقع إلى أنه مهما كانت أسباب الاختيار، فإنه من المهم تحليل مكونات هذا الغذاء الذي يشكل جزءا أساسيا من طعامنا اليومي، ومن المهم جدا معرفة ما إذا كان الحليب قليل الدسم هو فعلا البديل الأفضل لكل الأشخاص.

قليل الدسم أم الكامل؟
يقول الموقع إن الفرق الأساسي بين النوعين هو أن الحليب قليل الدسم يحتوي على نسبة أقل من الدهون كما يشير إليه الاسم، وبالتالي فإنه يحتوي على عدد أقل من السعرات الحرارية.

وعند التخلص من دهون الحليب في نظامنا الغذائي، فإننا بهذه الطريقة نتخلى أيضا عن بعض الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وهي بالأساس "أ، د، إي". وفي جميع الأحوال، بات معروفا أن أغلب أنواع الحليب هذه الأيام تضاف إليها أنواع كثيرة من الفيتامينات والمعادن من أجل تعزيز قيمتها الغذائية.

أفضل من حيث القيمة الغذائية
يوضح الموقع أن عملية نزع الدهون من الحليب قد تؤدي أيضا لتناقص كمية الفيتامينات والكالسيوم، وهو ما يخفض من القيمة الغذائية للحليب.

وكما أشرنا إليه سابقا، فإن الفرق الأساسي يكمن في نسبة الدهون الموجودة، وتأثيرها على السعرات الحرارية وأيضا على الطعم.

وبحسب البروفيسور سيرجيو كازالميليا الأستاذ بجامعة برشلونة، فإن الناس لا يخسرون فقط هذه الفيتامينات، بل يخسرون أيضا جزءا من قدرة أجسامهم على امتصاص الكالسيوم. وهذا يعزى بالأساس إلى أن جهازنا الهضمي يجمع الكالسيوم بشكل أفضل عند وجود دهون وفيتامينات الحليب.

وفي الوقت الحالي، فإن الحليب المعالج قليل الدسم ليس مختلفا كثيرا من حيث الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون وكمية الكالسيوم التي يحتويها، لأن أغلب أنواع هذا الحليب باتت تحتوي على إضافات من فيتامينات "أ، د، إي" ولكن مسألة قدرة الجسم على امتصاص هذه الإضافات غير مؤكدة.

هذه الفيتامينات لا تكون بالضرورة اصطناعية، ولكنها لا تأتي من الدهون المنزوعة من الحليب، ولهذا فإن كلا النوعين، قليل الدسم والكامل، يعتبران متعادلين تقريبا من حيث نسبة الفيتامينات والمعادن، ولكن أحدهما يحتوي على عدد سعرات حرارية أكثر من الآخر.

ما تقوله الدراسات؟
سنة 2017، نشرت المجلة الأميركية للتغذية دراسة تؤكد أن استهلاك الحليب الكامل والجبن والزبادي لا يؤدي لزيادة الوزن، بل على العكس من ذلك فإنه قد يساهم في منع حدوث ذلك.

والأمر ذاته ينطبق على مرضى السكري، وبالتالي فإن من يفضلون الحليب قليل الدسم لا يستفيدون من هذه المزايا.

هناك أيضا دراسة توصلت إلى أن شرب الحليب الكامل يمكن أن يقي من السكري، وخلال هذه الدراسة حلل الباحثون عينات دم ثلاثة آلاف شخص على مدى 15 سنة، ليتوصلوا إلى أن الذين كانوا يتناولون الحليب الكامل لديهم احتمالات إصابة بهذا المرض أقل بنسبة 46%.

إضافة إلى ذلك، فإن باحثا من جامعة هارفارد اسمه محمد يعقوب توصل إلى عدم وجود أي رابط بين استهلاك الحليب الكامل والإصابة بالسمنة والسكري، خلال دراسة تحليلية أجراها على السجلات الطبية بالولايات المتحدة، بل على العكس من ذلك فإن أبحاثه تشير إلى أن من يستهلكون الحليب الكامل كانوا في الواقع في وضع صحي أفضل.

الدراسات حول الأطفال
لا توجد دراسات تربط بين استهلاك الحليب قليل الدسم ونقص الوزن لدى الأطفال. وهناك دراسة نشرت عام 2016، تضمنت تحليلا للنظام الغذائي لحوالي 2700 طفل تتراوح أعمارهم بين السنتين وست سنوات. وأثبتت النتائج أن من يتناولون الحليب الكامل كانت أوزانهم أقل نسبيا.

وحول هذه النتائج، يقول د. درويش مظفريان: أعتقد أن هذه الدراسة تشير إلى أننا بحاجة إلى تغيير نصائحنا المتعلقة بتفضيل منتجات الألبان قليلة الدسم، إذ إن الأدلة تظهر أن أولئك الذين يستهلكون الحليب الكامل يتمتعون بصحة أفضل.

المصدر / مواقع إلكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 12 =

زر الذهاب إلى الأعلى