جمع عام هادئ لاتحاد طنجة.. في انتظار العاصفة
الدار/ عماد الدراز
مر الجمع العام لاتحاد طنجة لكرة القدم في هدوء مخطط له بعناية، وتمت المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، بتوفر النصاب القانوني من المنخرطين، وغياب عدد من أعضاء المكتب الغاضبين على طريقة التسيير.
وبدا واضحا أن براءة الجمع العام تم خدشها منذ البداية حين تم اختيار صباح الأحد 15 يوليوز، وبالضبط في الحادية عشرة والنصف صباحا، ولم يتم الترويج لهذا الموعد لا بين الأنصار ولا بين المنخرطين، ووصف عدد من الغاضبين الجمع العام بأنه "مؤامرة دبّرت بصباح".
ومقابل غياب عدد من المنخرطين وأعضاء المكتب، لوحظ حضور وجوه غريبة جاءت لممارسة "بلطجة المديح" في حق المكتب وطريقة تسييره، من بينهم أشخاص حضروا خصيصا لأداء أدوار متفق حولها بعدما أنجزت لهم بطائق الانخراط على عجل لأداء ادوار مستعجلة.
ولم يبد الرئيس عبد الحميد أبرشان ولا المحيطين به أي تفهم لمطالب الجمهور الذي يدعو إلى إبعاد السماسرة عن الفريق، ووضع خطة تعيد للفريق شخصيته، ووقف هدر الأموال على التعاقدات الفاسدة، فيما أعاد الرئيس تشغيل الأسطوانة القديمة التي تقول إن الفريق بخير، وأنه سيلعب هذا العام في البطولة العربية، وهي بطولة لم يسمع بها من قبل 99 في المائة من جمهور طنجة.
ولم يخل الجمع العام من اتهامات خطيرة في حق الجمهور، ووصفه بأنه سبب الأزمة المالية لاتحاد طنجة، في الوقت الذي قال رئيس الفريق إن المكتب صرف الموسم المنقضي أقل من 30 مليون درهم، بينما فرق أخرى صرفت قرابة عشرة ملايير.
لكن هدوء الجمع العام يمكن اعتباره بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة، حيث يرتقب أن تشهد الأيام والأسابيع المقبلة صراعا محتدما بين "جناح السماسرة" وبين "جناح الإصلاح"، خصوصا بعد استقالة اسمين قويين من المكتب، هما نصر الله وادريس حنيفة، وهما من أبرز ممولي الفريق وأكثر الأعضاء نشاطا.
ويطالب جمهور اتحاد طنجة باستقالة جماعية للمكتب المسير ووضع المسؤولين المناسبين في المكان المناسب، ومنح فرص أكبر لمواهب الفريق الذين يتم استبعادهم عمدا من أجل إنجاز تعاقدات "مشبوهة" مع لاعبين انتهت صلاحيتهم مع فرقهم الأصلية، والتركيز على الاستقرار التقني عبر منح المدرب صلاحيات أكبر ووقتا أطول من دون التدخل في مهامه من طرف من يسميهم الجمهور "لوبي السمسرة والفساد".
يذكر أن فريق اتحاد طنجة لكرة القدم سيخوض في السابع والعشرين من الشهر الحالي مباراة ودية ضد فريق "ليغانيس"، وهو فريق إحدى ضواحي العاصمة الإسبانية مدريد، والصاعد الموسم الماضي إلى أندية الدرجة الأولى بإسبانيا، والذي أفلت هذا الموسم من النزول إلى القسم الثاني.
وبسبب مقاطعة الجمهور لمباريات الفريق في ظل وجود المكتب المسير الحالي، تقرر إجراء هذه المباراة بأبواب مفتوحة، رغبة في استقطاب الجمهور، علما أن الفريق الإسباني جاء إلى طنجة على نفقته الخاصة من الألف إلى الياء، ولم يكلف مجيئه خزينة الاتحاد أي درهم.