أخبار دوليةسلايدر

وزير الخارجية الصيني يدعو من ريو دي جانيرو إلى دور ريادي للبريكس

الدار/ تقارير

شارك عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية، وانغ يي، في اجتماع وزراء خارجية دول البريكس الذي انعقد في ريو دي جانيرو بتاريخ 28 أبريل 2025. وقد ترأس الجلسة وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، حيث ناقش الحاضرون التحديات الراهنة ودور دول البريكس في تعزيز السلام والأمن الدوليين.

في كلمته، استحضر وانغ الذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، معتبرًا أنها شكلت منعطفًا تاريخيًا أتاح للدول فرصًا غير مسبوقة لبناء السلام وتحقيق التنمية المشتركة، وأسهمت في تقدم الحضارة الإنسانية. إلا أنه أشار إلى أن العالم اليوم يشهد تغيرات عميقة وتحولات مضطربة تهدد ركائز الاستقرار الدولي، ما يستوجب قرارات مصيرية من الدول لصالح مستقبل البشرية. وفي هذا السياق، شدد على أهمية أن تواصل دول البريكس لعب دورها الإيجابي كقوة مسؤولة تسهم في ترسيخ السلام والتنمية.

ودعا وانغ إلى التمسك بمفهوم الأمن الشامل، مقترحًا تطبيق مبادرة الأمن العالمي التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل وبناء سلام دائم على أساس العدل والإنصاف، مع اعتماد الحوار والتعاون بدلًا من التحالفات والتصعيدات الأحادية.

كما أكد على ضرورة تعزيز الحوار والتسوية السلمية للنزاعات، داعيًا إلى دعم جهود الأمم المتحدة في هذا الصدد. وأعرب عن دعم بلاده لأي مبادرة تؤدي إلى إنهاء الأزمة الأوكرانية عبر السبل السلمية، وإبرام اتفاق يضمن العدالة والاستدامة لجميع الأطراف. وفي الشأن الفلسطيني، دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة من أجل الحد من الكارثة الإنسانية، وشدد على أن الحل الجذري يكمن في تنفيذ حل الدولتين بما يضمن التعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأبدت الصين استعدادها للعمل جنبًا إلى جنب مع دول البريكس لتحقيق استقرار دائم في الشرق الأوسط.

وفي الجانب التنموي، أبرز وانغ أهمية التعاون المفتوح وتعزيز النظام التجاري متعدد الأطراف، مع دعم العولمة الاقتصادية الشاملة والمتوازنة. وأعلن عن استعداد الصين لتوسيع شراكاتها مع دول البريكس في مجالات محورية مثل مكافحة الفقر، والزراعة، والتعليم، والصحة، بما يسهم في خدمة مصالح دول الجنوب العالمي.

أما في مجال التعاون العملي، فقد دعا إلى تفعيل دور مجموعة العمل لمكافحة الإرهاب التابعة للبريكس، وتعزيز تبادل المعلومات والخبرات، وبناء القدرات في إنفاذ القانون. كما شدد على أهمية تنفيذ استراتيجية الأمن الغذائي، واستكمال بناء مركز أبحاث لقاحات البريكس، مع توسيع التعاون ليشمل مجالات جديدة مثل أعماق البحار والمناطق القطبية والفضاء الخارجي.

وقد رحبت الدول المشاركة بانضمام إندونيسيا لأول مرة كعضو كامل العضوية في اجتماع وزراء خارجية البريكس، وأعربت عن دعمها للمبادرات العالمية التي تقودها الصين. وأجمعت على أهمية تعزيز وحدة البريكس في مواجهة التوترات الجيوسياسية، والتمسك بالحلول الدبلوماسية للأزمات، والتصدي للنزعات الأحادية والمعايير المزدوجة، بما يضمن مصالح شعوب الجنوب العالمي ويساهم في بناء نظام دولي أكثر عدالة وشمولًا واستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى